تزوجت مرتين، فزواجي الأول كان في الخامسة عشرة من عمري، وزواجي الثاني كان في السابعة عشرة، والآن أشعر بشيء غريب لا أعرف تفسيره.. أنا كنت مقتنعة بطلاقي الثاني، وما زلت مقتنعة، ولكنني نادمة على حياتي التي ضاعت مني.. فأنا الآن مطلقة بسب عدم تفكيري؛ فكان ينبغي أن أفكِّر بعقلي لا بقلبي، علماً بأني خائفة أن أكون قد ظلمت طليقي، لكنه لم يقدِّر ظروفي ولا خوفي، طلبت من الله العفو والمغفرة لكنني خائفة من عدم الزواج، أريد أن أتزوج مثل كل البنات، وأن أكون أمًّا.. أرشدوني مأجورين. الجواب الواضح أن سبب فشل زواجك الأول قد يكون راجعا لصغر سنك، وعدم نضوج مشاعرك وأحاسيسك. وفشلك في الثاني قد يكون من سوء الاختيار أو التصرف الخطأ، لذا يجب التدقيق في الاختيار في الزواج الثاني، والمشاهد أن كثيرين يقعون في الخطأ نفسه، ويختارون كما اختاروا أول مرة من يشقيهم، والصواب أن يدرس كل من المطلِّق والمطلَّقة أسباب طلاقهما، وإيجاد الحلول إن أمكن، ومعالجة ما كان من مشكلات، وتحديد الصفات التي كانت في الطرف الآخر وأدت إلى الانفصال، لأن الغفلة عن ذلك ربما تقود إلى زواج ثانٍ لا يختلف كثيراً عن الزواج الأول، فيكون مصيره الفشل كما في الحالة الأولى. وأنت الآن تعانين من الإحساس بخيبة الأمل والإحباط والفشل، وقد يصل إحساسك بالضياع والتشاؤم والخوف من المستقبل، وتحتاجين إلى إعادة الاتزان النفسي لك، ولن يتأتى ذلك إلا بأن تتأكدي: أن أي إنسان منا معرض للفشل في أي تجربة قد يقوم بها في حياته، وهذا لا يعني أن يصبح الفشل ملازمًا له طوال حياته ولا بد أن يعطي نفسه فرصة أخرى للمحاولة، بل قد يعطي فشل الإنسان في تجربة سابقة دفعة كبيرة لنجاحه في حياته مستقبلاً. إن الطلاق ليس نهاية الحياة. أن تستفيدي من أخطاء الماضي وعلاج العيوب الشخصية، فمن المهم أن تعرف المطلَّقة الأخطاء التي وقعت فيها وأدت بها إلى الطلاق حتى لا تقع في هذه الأخطاء نفسها مستقبلاً، ولا تكرر فشلها. وأهمس في أذنك أن تتركي الماضي خلفك وانسيه تمامًا، ولا تجعليه يؤثر في حياتك، فلا تدعي ذكريات الماضي وأحداثه تطفو على السطح، ولا تكوني حساسة وتفسري تصرفات الآخرين أو كلامهم على أنه موجه إليك، ولا تنعزلي عن العالم بسبب خوفك، ولا تتعجلي في القبول بأول خاطب، ولا بد من السؤال الجيد عنه والاختيار المناسب، واجعلي لك أهدافًا في الحياة مثل إكمال دراستك، وإيجاد عمل مناسب، والصبر على الابتلاء، واعلمي أن هذا قدرك، فاحمدي الله على ما قدره لك واصبري، والصبر على الابتلاء توفيق من الخالق العظيم، فإن الله إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه حتى يختبر صبره وإيمانه.