افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة مساء أمس المناشط الدعوية التي ينظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمنطقة الباحة خلال إجازة الصيف وذلك بفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة. وقد أُقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم أُلقيت كلمة الجاليات ألقاها مدير مكتب توعية الجاليات الشيخ علي بن محمد ملحة استعرض فيها أهداف وبرامج المكتب والأعمال التي حملتها أجندته خلال موسم الصيف وما سبق وأن قدمه المكتب في هذا الجانب. عقب ذلك أُلقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة ثم شرح أحد حديثي العهد بالإسلام من الجنسية الفلبينية كيفية دخوله الإسلام. إثر ذلك ألقى مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الباحة المهندس ناصر بن مسفر بدران كلمة أعرب فيها عن شكره لسمو أمير منطقة الباحة لحضوره حفل تدشين البرامج التي ينظمها الفرع وتتضمن الندوات والمحاضرات والدروس الدينية والجولات الميدانية إضافة للمخيمات التي يشارك فيها نخبة من المشايخ والدعاة من داخل المنطقة وخارجها مشيراً إلى أهداف الأعمال الدعوية لصيف هذا العام التي تتركز على نشر الفضيلة والعمل النافع وفقاً للشرع الحكيم لحفظ العقول والأفكار وتحقيق مصالح العباد في أمور المعاش والمعاد. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح المناشط التوعوية والالتقاء بالدعاة وأئمة المساجد سائلاً المولى جل وعلا أن ينفع بتلك البرامج العباد ويوفق الدعاة وأهل الخير لما فيه صلاح الناس وفلاحهم. وأضاف سمو أمير منطقة الباحة (على هذه الأرض الطاهرة نزل الوحي وبزغ نور الهدى وبلّغ سيد البشرية رسالة التوحيد الخالدة إلى العالم أجمعين ومضى صلوات الله وسلامه عليه يدعو الناس ويناصحهم للدخول في دين الله بخلق رفيع وملاقاة الإساءة بالإحسان حتى سادت الرسالة المحمدية أقطار الدنيا فما أحوج المسلمين في هذا الزمن إلى الاقتداء بسيرة المصطفى التي لم تر طريقاً إلى التسامح والسماحة إلا وسلكته). وقال سموه: كثيراً ما أتساءل مع نفسي بمرارة حين أرى من يدّعون غيرتهم على الإسلام وهم يسددون له سهاماً موجعة.. هل هم تدبروا معاني قول الحق {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وكثيراً مايؤلمني كذلك حين نرى من زين له فكره بأنه وحده الغيور على الدين وأن البقية مقصرون ومخطئون فيكفر ويحرم الآخرين كيف ما شاءت أهواؤه بل يتجاوز ويتقوّل على الله والرسول بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ثم يرفع شعار العداوة والكراهية لكل من خالف فكره وتناسى أنه مخلوق وأن من يقرر مصائر البشر ويصرف أحوالهم هو خالقهم. وأضاف (إنني أعجب لحال أولئك الذين أعمت قلوبهم النعرات العصبية وتحويل الدين إلى مزايدات فكرية وكأن الشيطان طمس على أفئدتهم حتى لا يبصروا آيات الله المحكمات ولا يتعظوا من سيرة خير المرسلين). وطالب سموه الجميع من دعاة ومشايخ ورجال وعظ وإرشاد إلى أهمية التيقظ لأعداء الدين المندسين بين صفوف المسلمين ومواجهة ذلك بغرس الفضائل في نفوس المجتمع من صدق وأمانة وحب للوطن والمجتمع والتأكيد على ثوابت الخير من رحمة وتسامح وتعاطف وتآزر ورسم صورة الإسلام الوضاءة في أذهان الناس بمعطياته النقية من حب وتآخٍ وشيم إنسانية.. وشدد سموه على ضرورة إيضاح حقيقة الدين الإسلامي للعالم أجمع بأنه دين المحبة والسرور ودين العلم والعمل وأن نقول لهم بصوت مرتفع إن الإسلام بريء من حماقة وعبثية من يدّعون الإسلام إنه دين رحمة يرفض القسوة والعنف. وفي نهاية الحفل كرّم سمو الأمير محمد بن سعود الداعمين للمناشط الدعوية فيما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير فرع الوزارة بالمنطقة. وحضر الحفل وكيل إمارة منطقة الباحة المساعد أحمد بن منيف المنيفي وعدد من المسؤولين.
