في مثل هذا اليوم من عام 1944 شن مجموعة من الطيارين اليابانيين أول هجوم انتحاري ضد القوات البحرية الأمريكية بالقرب من منطقة إيووجيما في المحيط الهادي. وأدى الهجوم إلى تدمير عدد كبير من السفن الأمريكية التي فوجئت بتحول الطائرات اليابانية إلى صواريخ موجهة إليها دون أن تجد لها رداً. واكتشف اليابانيون أن هذه الوسيلة الجديدة يمكن أن تكون مفيدة في مواجهة التفوق الأمريكي الكبير مع دخول الحرب العالمية الثانية عامها الأخيرة تقريباً حيث انتهت تلك الحرب في أغسطس عام 1945. وتوسع اليابانيون في استخدام هذا الأسلوب الانتحاري وأطلقوا عليها كلمة كاميكاز.. وتعني باللغة اليابانية اسم (الريح الإلهية). وكانت هذه الكلمة قد ظهرت في البداية قبل قرون عندما تعرضت الجزر اليابانية لهجوم كاسح من الأسطول الصيني بحيث وجد اليابانيون أنفسهم بلا حول ولا قوة أمام الغزو فهبت رياح عاتية أغرقت السفن المهاجمة فأطلقوا عليها كلمة كاميكاز. وقد أقر وزير البحرية الياباني الادميرال اونيشي أسلوب الكاميكاز وقال إنه يعتقد ان الهجمات ليست تكنيكاً فعالاً فحسب، بل المكان الأكثر جمالاً الذي يتعين على الطيارين الموت فيه. وكان الادميرال اونيشي يقول إن بقي هؤلاء الطيارون على الأرض فسوف يتم قصفهم بالقنابل، وإن كانوا في الجو فسوف يتم إسقاط طائراتهم.. إن هذا أمر محزن للغاية، ولكي يموت هؤلاء ميتة رائعة عليهم القيام بهذه الهجمات، وهذه الميتة الجميلة هي المشاركة الوجداني.