انتقل إلى رحمة الله تعالى -بإذن الله- أخونا الحبيب والمربي الفاضل صالح بن عبدالرحمن القاضي، يوم الأربعاء الأول من جمادى الأولى 1426ه عن عمرٍ يناهز الخمسين عاماً قضاها في العمل الدؤوب لخدمة مجتمعه في مجال التربية والتعليم.. حيث كان أول تعيينه مدرساً في مدرسة (خف) الابتدائية فمديراً لها، ثم انتقل في سلك التعليم بالرياض ما بين التدريس والإدارة إلى أن انتقل إلى إدارة القسم الابتدائي بمدارس منارات الرياض ثم إلى مدارس بدر الأهلية ثم إلى مدارس الرواد، فقام بعمله على أكمل وجه.. وبعد هذا الجهد المضني في مجال التعليم، وما شاهده من ثغرات كثيرة يعاني منها المربون في سلك التعليم، سواء من مشاهدة حالات الطلاب أو الوضع في بعض المدارس من ملاحظات على ما تحتاجه من تحسين أو إصلاحات تتعلق بالمدارس، رأى بصائب فكره ان اقترح على مدير عام تعليم الرياض ان يسمح له بتولي مهمة المرور على المدارس لدراسة حالات سلوكيات تلك المدارس والاجتماع بمديريها ومدرسيها فكان لوحده وبتوفيق وسداد من الله عز وجل، جدّ وثابر وصبر وتحمل عناء المرور بوسيلته الخاصة، حتى إنه كان يذهب إلى مناطق خارج الرياض دون مقابل مادي (كالانتداب مثلاً)، فخرج بحصيلة وافية في هذا المجال. كما انه أثناء قيامه بالإشراف على هذه السلوكيات اشتغل بإلقاء المحاضرات العديدة حول ملاحظاته اثناء قيامه بدراسة هذه السلوكيات بين الطلبة والمدرسين. كما انه اشتغل بمهمة عظيمة اخرى ألا وهي الدعوة إلى الله وخاصة فيما يتعلق ببعض المخالفات لدى بعض المصلين اثناء تأدية الصلاة.. وكذلك قيامه بإلقاء بعض خطب الجمعة التي يكلفه بها بعض الأئمة وكان في جميع خطبه سهل الأسلوب ويحبب مستمعه إلى سماعه دون كلل أو ملل.. وكان يتمتع بدماثة الأخلاق وحسن المعاملة مع الآخرين ويشغل المجلس الذي هو فيه بالحديث المفيد أو قراءة بعض الكتب النافعة. نسأل الله أن يتغمد الفيد بواسع مغفرته، وأن يدخله فسيح جناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.