قرأت مقال الأستاذ حماد بن حامد السالمي الأسبوعي في عدد الجزيرة رقم 11438 وتاريخ الأحد 28- 4-1426ه تحت عنوان (إشكالية المرأة).. في الثقافة والمثاقفة..؟! وقد تطرق الأستاذ الفاضل في مقاله إلى عدد لا بأس به من النقاط حول نظرة المجتمع للمرأة (كما يقول..) وقال بعد ما ذكر حديثين ومقولة لعمر بن الخطاب وفكرة لابن باديس وبيتاً من الشعر لحافظ إبراهيم قال (... هذا كله وغيره كثير لا تخلو منه ثقافتنا المكتوبة والمحكية لكن غير كافٍ - على ما يبدو - لكي نتراجع أن نتوقف عما يشي باحتقار النساء بين ظهرانينا والحط من مكانتهن والتقليل من شأنهن ...إلخ) ثم استشهد أستاذنا الكريم بمثال صاحب الأشرطة الصوتية. أقول ليأذن لي أستاذي الفاضل أن أقف معه عدة وقفات بحثاً عن الفائدة وتوضيحاً لما قد يلتبس، واسأل الله أن يجري الحق على لسانه إنه جواد كريم. - لماذا نرجع إلى العصر الجاهلي ونحكم أن بعض المجتمع يحتقر المرأة وكلمة (بعض) عند النحاة تعني النصف، وهذا يعني أن النصف من الرجال في المجتمع يحتقر النساء، وأنت بذلك تحكم على أن النصف أمي لا يقرأ ولا يكتب، وبرأيي أن النصف كثير، فلماذا لا نقول (قلة لا يأبه بها).. هذا على فرض أنه يوجد من يحتقر المرأة في مجتمع يدين بالإسلام شريعة ومنهاجاً. - حينما يتخلف متخلف عن القافلة هل نقول إن القافلة كلها متخلفة؟ كلا.. وألف كلا.. كما يجب أن نكون منصفين، وأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما جاءه رجل يقول له: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب، مما يعني أن الغضب قد يخرجك من الحق إلى الباطل ومن المعروف إلى المنكر والله يقول {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. - ومن قال إن المرأة مصطلح نقائصي عيبي يتصدر القاموس الشتائمي.. ما هو إلا قليل العلم والمعرفة وجاهل يقبع في مؤخرة الركب. - وأنا معك أستاذ حماد وكل محب للصحابة والصحابيات وغيرهن من أمهاتنا الفاضلات اللاتي حفرن أسماءهن في التاريخ، أقول أنا معك أن تخلد أسماؤهن وأن تحفظ في الذاكرة وينشأ عليها الجيل المسلم بتسمية مدارسنا بمراحلها الثلاث للبنات بأسماء تلك الخالدات الماجدات. وهذه دعوة أوجهها إلى معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد - وزير التربية والتعليم - أن يبادر إلى تلك الحسنة. وقد أحسنت وزارة الشؤون الإسلامية صنعاً حينما أطلقت أسماء الصحابيات الفاضلات أمهات المؤمنين على دور تحفيظ القرآن الكريم. - وهنا أهمس في أذنك أستاذي الفاضل أنه مع وجود التقدم العلمي والتطور في الاتصالات لن تسمع بعد اليوم من ينادي على (كومار) بل تطلب أختك وزوجتك وأمك من قصور الأفراح والمجمعات النسائية والمدارس عبر جوالك المتنقل. أحمد بن سليمان العدل