صدر حديثاً عن دارة الملك عبد العزيز كتاب بعنوان (لمحات من الماضي) للشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط - رحمه الله - والكتاب كما يظهر من عنوانه يقدم لمحات متنوعة من ماض خصيب تلونت أحداثه وتعددت تجاربه التي كان رصيدها مترعاً بما قضاه الشيخ - رحمه الله - من زمن طويل أهله لإمامة المصلين في المسجد الحرام والخطبة فيهم. يضم الكتاب بين دفتيه لمحات أو ذكريات أو مذكرات كما رأت الدارة تسميتها - كتبها الشيخ في أوقات مختلفة وأزمنة متباعدة وقد تم جمعها وتبويبها وترتيبها حسب الموضوعات والأزمنة قدر الإمكان وهي تسجل جوانب من تاريخ مرحلة مهمة من مراحل التأسيس والبناء لهذا المواطن أراد الشيخ من تدوينها توجيه الأجيال الصاعدة إلى دروس تعينهم على تقبل ما يواجهونه في حياتهم من متاعب ومصاعب لتحقيق أهدافهم وأن الأمور في هذه الدنيا تجري بتقدير الله وتوفيقه. الكتاب في مضمونه أتى موزعاً في خمسة فصول استهلتها الدارة بنبذة عن الشيخ ثم مقدمة للمؤلف جاءت بسيطة تعكس الرسالة التي يهدف إليها وتوجز محتوياتها. يتناول الفصل الأول نشأة الشيخ وبداية دراسته والأماكن التي نشأ فيها ودرس، ويتناول الفصل الثاني الحياة العلمية والأعمال وأوائل الوظائف التي عمل فيهاً حيث كانت بدايته مدرساً بمدرسة الفيصلية ثم انتقل إلى الطائف ليعمل مدرساً في مدرسة الاصطياف ثم بعد ذلك عين مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض إلى وصوله إلى العمل في هيئة كبار العلماء. الفصل الثالث جاء في مجموعة من الانطباعات والمشاعر التي دارت في حياة الشيخ. الفصل الرابع عرض المؤلف بعض الرحلات والمشاهدات التي قام بها والتي كانت أهمها رحلته إلى الشفا ورحلته إلى المدينةالمنورة ثم رحلته إلى ماليزيا. الفصل الخامس عرض المؤلف لمحات لشخصيات كانت لها الأثر الكبير في نفس الشيخ. وفي ختام الكتاب دعا الشيخ الأجيال الصاعدة حيث قال: (إنني إذ أدعو الأجيال الصاعدة إلى هذا المنهج فلأن الآمال لديهم منفتحة والمستقبل أمامهم ممدود وإلا فالحديث عام لكل من ألقى السمع وطلب السداد في مذهبه واتجه إلى الله في كل مطلب يرومه).