يمارس رئيس هيئة الأركان الجديد الجنرال دان حلوتس، لعبة الكراسي الموسيقية في هيئة الأركان العامة، فالجنرال (أ) يبدل الجنرال (ب)، والواقع ان جولة التعيينات الأولي لدان حلوتس كقائد للأركان، لا تبشر بالخير وليست جريئة، ولا تعبّر عن تغيير جدي أو ثوري. والمفاجأة كما نعلم احتمال تعيين الجنرال عاموس يادلين - الذي أحضر سراً من الملحق في واشنطن ? في منصب رئيس الاستخبارات العسكرية. حقيقة إنّ هذه هي المرة الأولى التي يعيّن فيها شخص من سلاح الجو لرئاسة الاستخبارات العسكرية، لكن هذا ليس بالشيء الدراماتيكي أو الاستثنائي الذي يشير إلى اتجاهات جديدة. ومن ناحية أخرى لو قبل حلوتس بتوصيات سابقه موشيه يعالون، بوضع نائب جنرال في منصب رئيس الاستخبارات العسكرية، مثل جادي أيزنكوت الضابط الموهوب جداً، وهو أمر يندرج تحت باب التجربة، لصفق الجميع لهذه الجرأة، لكن حلوتس قرر تعيين جنرال قديم وحذر ومتروٍ ومعروف جيدا. ومن هنا أتضح أن حلوتس لا يغامر، فالاستخبارات العسكرية هي مهمة حساسة ومركزية وعلى تواصل مع المستوى السياسي طوال الوقت، وحلوتس اختار شخصاً لن يسبب له نوبات قلبية كثيرة. لا توجد هنا بشائر، لكن توجد رسالة لهيئة الأركان كشف عنها أخيراً، وهي الرسالة التي قال فيها لقادة الجيش: أعزائي في المرحلة الحالية لن أقوم بزعزعة الجهاز العسكري ولا أنوي إجراء عمليات داخل الجيش عن طريق التعيينات، وإنما عن طريق القرارات. ومن هنا وبالفعل في مستوى القرارات خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة له على كرسي رئاسة الأركان، بالإمكان ملاحظة اتجاهات جديدة، ومحاولة وضع ثقافة إدارية مختلفة عن السابق. وعلى سبيل المثال أبلغ حلوتس هيئة الأركان أنّه وفي نهاية العام الحالي، ستقام وحدة برية كاملة جديدة للتعامل مع الفلسطينيين. وانتهي النقاش بحرب بين قائد الأركان ووزير الدفاع، الأمر الذي استلزم تدخل شارون الذي قرر التصديق على إقامة هذه الوحدة والعمل بها، في نهاية العام. هذا التصديق أعطى لحلوتس ثقة كبيرة انعكست على من يعملون معه وعلى رأسهم نائبه موشيه كابلنسكي، الذي باتت قراراته مثل حلوتس تتسم بقوة كبيرة، الأمر الذي يعني أن منصب النائب ليس منصباً هامشيا ولكنه منصب هام حيث يعطي حيزاً ومهمات واضحة وبها يكون دوره مثل دورك. والواضح حتى الآن أن حلوتس يريد إظهار انسجام وهرمونيا أكثر جماعية بين القادة وبين أنفسهم. الحديث عن الهرمونيا والجماعية يقودنا إلى تعيين الجنرال جادي آيزنكوت كرئيس لقسم العمليات وهو القسم الذي يشغل الجيش بشكل يومي الانفصال ولجانبها مئات العمليات اليومية وهو قسم مهم جداً بهيئة الأركان، وعلى تواصل عالٍ مع قائد الأركان وبالذات مع نائبه، وهنا يوجد وزن الهرمونيا والثقة بين الأشخاص. غير أنّ كل هذا جيد ولكن الثورة الكبرى في الجيش هي حرب الترقيات، هي الحرب التي ينتظرها عدد من النواب، ممن ينتظرون الترقية وهم جرشون هكوهين قائد إحدى الفرق العسكرية، والذي من شأنه أن يعين لقائد الكليات بالجيش ورئيس هيئة سلاح الجو عيدو نحوشتان، وقائد سلاح الإرشاد مائير خليفي، وهؤلاء من شأنهم التنافس على منصب المستشار العسكري لرئيس الحكومة مكان الجنرال يواف جلنات، الذي سيعين قائد المنطقة الجنوبية. التعيينات الجديدة لم تأت بجديد، والمثير هو ما ليس موجوداً بهذه التعيينات، الأمر الذي يزيد الغموض الذي يسيطر على المؤسسة العسكرية، ومن هنا تزداد الأزمة التي تعانيها هذه المؤسسة. ومن جولة التعيينات الأخيرة بالإمكان معرفة من يكون معنا في العام المقبل. والحديث عن خمسة إلى ستة جنرالات على الأقل سينهون خدمتهم العسكرية، الأمر الذي سيعجل بإحداث الثورة داخل الجيش، وهي الثورة التي لن تهدأ في ظل التغيرات المتواصلة التي يقوم بها حلوتس. اليكس فيشمان/المراسل العسكري للصحيفة