وقد قمنا بتأكيد الحجوزات وقمنا بالاستعداد المادي والنفسي لقضاء إجازة صيف هذا العام في صقع من أصقاع المعمورة بين مشرق ومغرب، وحيث قد أمرنا ديننا الحنيف ومن منطلق الأخوة الإيمانية بالتواصي بالحق وإسداء النصيحة للمسلمين عامة فإني أضع بين يدي أخي السائح الكريم جملة من الوصايا المهمة سائلا المولى أن ينفع بها قارئها إنه سميع مجيب. الوصية الأولى أخي السائح الكريم اجعل زادك في حلك وترحالك تقوى الله ومن ذلك أن تستشعر مراقبة الله لك وأنه يحصي عليك أنفاسك فاحذره جل وعلا أن يأخذك على غرة، وقد خدعك الشيطان وغلبتك نفسك فتلقى ربك جل وعلا على معصية وبسوء خاتمة وتذكر قول الشاعر: إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيبُ ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيبُ الوصية الثانية احرص أن لا يكون سفرك ورحلتك الميمونة بإذن الله عائق لك عن أداء ما افترض الله عليك وأخص الصلوات الخمس، فلا تجعل سفرك فرصة للتخلص من المحافظة على هذا الركن العظيم، أو التهاون في أدائه واحرص على أن تعرف الحكم الشرعي فيما يتعلق بهذه الشعيرة ومتى يمكنك الجمع والقصر أو أحدهما لتكون على بصيرة في دينك. الوصية الثالثة إن كان معك صحبة من أهل أو أصدقاء فتمثل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وتمثل قول المولى سبحانه: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}وليكن لك من هذه التوجيهات الربانية العظيمة نصيب وافر. الوصية الرابعة وأنت قد عزمت على السفر ربما إلى بلدان كفرية إباحية تذكر قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (أنا بريء ممن يبيت بين ظهراني المشركين) فإذا لم يكن لديك في هذا السفر عذر من الشارع بأن يكون سفرك للعلاج أو التجارة أو الدعوة إلى الله فراجع نفسك قبل أن تقلع رحلتك في هذا السفر، فربما سافرت بنفسك وعدت محمولاً وقد تحققت في شأنك براءة النبي الكريم منك فما هو حالك وكيف يكون شأنك. الوصية الخامسة أنت مؤتمن على ما منحك الله من مال وما بسط لك به من رزق فاسأل نفسك أين سينفق هذا المال في هذه الرحلة وتلكم السياحة واجعل بين عينيك قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع) وذكر منه (ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه). الوصية السادسة أنت أخي السائح تحمل جواز سفر سعودي فأنت إذن سفير مؤقت لبلادك في البلد الذي تحل فيه وحينما ينظر الناس إليك ينظرون إلى بلدك فيقال هذا سعودي، فليكن تمثيلك لبلدك خير تمثيل ولتكن نعم السفير، فبلدك تحتل المرتبة الأولى في قلوب العالم، وبلدك اليوم مستهدفة من كم هائل من الحاقدين جماعات وأفراد فاحذر أن تمنح أحدهم فرصة في مواصلة الإساءة لهذا الوطن الكريم بأي صفة أو أي حال. الوصية السابعة أعلم أخي السائح الكريم أن لوطنك عليك حقاً يجب عليك الوفاء به، فأنت حينما تسافر لا شك ستنفق أموالاً طائلة، وقد بلغت إحصائيات مجموع ما ينفقه السائحون في صيف كل عام مليارات، فهل تعلم أنك تنفق أموالك لتدعم بها وتنمي بها اقتصاد دول أخرى ربما أن بعض هذه الدول يكن ويضمر الحقد والعداء لك ولوطنك، أليس وبحق وطنك الذي نشأت في أحضانه أحق بأن تتفضل عليه بهذا الدعم الاقتصادي وأن تتجول في ربوعه وتدعم وتشجع مؤسساته السياحية فهو والله يضم كل ما تهفو إليه نفسك عدا بارات السكر وبيوت الدعارة، فأعيذك بالله أن تكون ممن تهفو نفسه لمثل هذه القاذورات، فإن أردت مواقع سياحية فهي منتشرة في أنحاء هذه البلاد وإن أردت الجو البارد العليل فهو أيضاً متوفر في جبال أبها وما حولها وإن أردت السياحة التعبدية فقد شرف الله بلدك بأشرف وأقدس بقاع الأرض. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى [email protected]