في مثل هذا اليوم من عام 1989م قررت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا منح الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان لقب فارس وهو أرفع الألقاب في بريطانيا وذلك بعد نحو نصف العام من خروجه من البيت الأبيض. وكانت سنوات حكم الرئيس رونالد ريجان التي امتدت من عام 1981 حتى 1988 لفترتين رئاسيتين قد شهدت تقاربا غير مسبوق في العلاقات بين بريطانياوالولاياتالمتحدة بسبب توافق وجهات النظر تجاه العديد من القضايا بين الرئيس ريجان ورئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت مارجريت تاتشر. وجاء انحياز رونالد ريجان إلى جانب بريطانيا أثناء حرب جزر الفوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين عام 1982 ليدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين لندنوواشنطن حيث أيدت مارجريت تاتشر السياسة الأمريكية تجاه الاتحاد السوفيتي رغم معارضة العديد من حلفاء واشنطن لهذه السياسة خاصة بعد وصول الرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل جورباتشوف إلى الحكم منتصف الثمانينيات. فقد كانت فرنساوألمانيا الغربية ترى أن السياسة المتشددة التي يتبناها ريجان تجاه الاتحاد السوفيتي يمكن أن تطيح بالتوجه الإصلاحي للرئيس جورباتشوف. كما أن رئيسة الوزراء البريطانية ظهر دعمها ومؤازرتها لإدارة ريجان في أجلى صوره عندما سمحت باستخدام القواعد الجوية البريطانية في الهجوم الذي شنته الولاياتالمتحدة على ليبيا انتقاما لتفجير تعرض له ملهى ليلي كان يتردد عليه عسكريون أمريكيون في ألمانيا الغربية. وخلال السنوات التي قضاها ريجان في الرئاسة، أعادت الولاياتالمتحدة التسلح من البحر إلى النجوم، ووصلت زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 13% سنويا لمجابهة التهديد الذي كان يخشى منه في ذلك الوقت. تشكيك في السياسة الخارجية غير أن سياسته الخارجية تعرضت لانتقادات واتهامات بالتخبط، ففي أكتوبر 1983 قتل قرابة 250 من قوات مشاة البحرية الأمريكية التي كانت ضمن قوة لحفظ السلام في لبنان في انفجار شاحنة مفخخة في بيروت. وقد تصاعدت أصوات تتحدث عن انهيار السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وانتقادات لما وصف بأنه (غيب لصنع القرار في واشنطن).