في مثل هذا اليوم من عام 1812 بدأ نابليون بونابرت غزو روسيا في إطار الحملة التي شنها الامبراطور الفرنسي لفرض سيطرته على أوروبا. وكانت قوات الجمهورية الفرنسية التي قامت في أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789 قد انطلقت تغزو الممالك الأوروبية بعد أن وجدت الجمهورية نفسها في مواجهة تحالف الممالك الأوروبية ضدها في ذلك الوقت. وكانت المغامرة الفرنسية في روسيا هي الخطأ القاتل لواحد من أشهر وأبرع القادة العسكريين في تاريخ أوروبا وهو نابليون بونابرت الذي استطاع الانفراد بحكم الجمهورية الفرنسية الناشئة وتنصيب نفسه إمبراطورا من ناحية وفرض سيطرة فرنسا على مساحات شاسعة من أوروبا من ناحية أخرى. وانتهت هذه المغامرة بهزيمة ساحقة للفرنسيين فقد فيها نابليون كل قوته تقريبا فانتهى به المطاف منفيا في جزيرة سانت هيلانة في المحيط الهندي. حققت القوات الفرنسية في البداية سلسلة من الانتصارات الصغيرة والسريعة الأمر الذي أغرى نابليون بالمضي قدماً والتوغل داخل أراضي الإمبراطورية الروسية وتجاهل نصائح الكثير من قواده مثل بورتييه ودوروك وكولنكور. وكانت معركة سمولنسك أولى المعارك الكبرى التي خاضتها القوات الفرنسية في أغسطس عام 1812 وانتهت بانتصارها ودخول المدينة. ورغم التفوق العسكري للقوات الغازية فإن شتاء روسيا القارص استطاع حسم المعركة لصالح الروس. فما ان حل الشتاء حتى انهارت قوى الجنود الفرنسيين الذين لم يكونوا مؤهلين لخوض المعارك في درجات حرارة تنخفض عن الصفر بعشرات الدرجات المئوية فانتشر الطاعون بين الجنود. وبعد سلسلة من الهزائم عام 1813 قرر نابليون الانسحاب من روسيا. ولم يكن الشتاء ولا القوات الروسية رحيمة بالمنسحبين فاستمر تساقط القتلى الفرنسيين حتى تلاشت القوات الفرنسية تماماً.