يظل التاريخ وحده شاهداً على عظمة وشموخ الإنجازات السعودية على الصعيد الكروي حيث شقت المنتخبات السعودية بمختلف درجاتها طريقها بكل جدارة لترسم لنفسها عنفوانا أخضر مطرزا بالإنجازات، التي جاءت لتعكس حجم الاهتمام والمتابعة والدعم من لدن القيادة الرياضية في المملكة العربية السعودية، والتي سطَّر حروفها الذهبية - المغفور له بإذن الله - صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد، وقادها بنجاح مبهر وجه السّعد وعاشق البطولات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، والذي كان مع الأخضر في إنجازاته العالمية ابتداءً من التأهل لمونديال أمريكا، مروراً بفرنسا وثم باليابان وكوريا وأخيراً للمونديال الرابع على التوالي في ألمانيا. سلطان الحكمة والحلم في كلِّ بلدان العالم يظل معترك الوسط الرياضي واحداً من أكثر الساحات إثارة للجدل والاهتمام حيث إنّ الرياضة بطبعها أداة تنافسية تخضع لمتغيرات عدة وتقلبات مفاجئة، وهذا ما يتطلب وجود قائد يعرف ويتقن حجم التعامل مع الأحداث بعيداً عن الانسياق وراء الإثارة والمبالغة في وصف الحدث، وهذا ما يتقنه وبكل امتياز الرجل الذهبي ووجه السعد الأمير سلطان بن فهد حيث يمتاز سموه بأنه من أكثر الشخصيات الرياضية العالمية حكمة ويبرهن على ذلك مواقف رياضية كروية مرت بها الكرة السعودية، توقّع معها الخبراء والمتابعون انهياراً وشيكاً وغياباً دائماً عن الإنجازات كما حدث في مونديال 2002 إلاّ أنّ الحكمة كانت حاضرة والتخطيط كان موجوداً في شخصية الأمير سلطان بن فهد ولهذا فالكرة السعودية سرعان ما تتجاوز إخفاقاتها لتعود كما عهدها الجميع في المقدمة دائماً. كما أنّ الأمير سلطان بن فهد لديه صفة ما زالت وستظل محل التعجب والاندهاش حيث إن سموه حليم في أصعب وأشد وأقسى حالات التعاطي مع الإخفاق، فلم يمنع أحداً من إبداء وجهة نظره حتى تلك الأطروحات التي كانت تنال من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة المنتخبات والبعيدة عن الواقع لم تستطع أن تزحزح حلم سلطان الذي ظل لغزاً عجز الجميع عن فك طلاسمه وأكدت الأحداث والمنعطفات تأثيره ومفعوله الذي يستحق أن يكون مدرسة لكافة الأجيال القادمة. (برلين) تؤكد عالمية (سلطان) الإنجازات المتتالية التي حققتها الكرة السعودية تحت قيادة الأمير سلطان لم تأت إلاّ نتيجة تخطيط مدروس وعمل دؤوب ومتابعة واهتمام ولذلك فقد انعكست هذه الإنجازات لتشكِّل نقلة حضارية للرياضة السعودية في جميع انحاء العالم الذي أدرك وعرف تلك النهضة الرياضية السعودية المبهرة من خلال التواجد العالمي المتكرر للأخضر السعودي داخل ميادين التنافس العالمي سواء على صعيد المنتخب الأول أو منتخب الشباب أو منتخب الناشئين أو المنتخب الأولمبي. واليوم ها هي أسوار (برلين) تقف احتراماً وتقديراً تنتظر مجيء الفارس الأخضر الذي ظل حاضراً مع أبرز منتخبات العالم طوال العشر سنوات الأخيرة ليؤكد وبجلاء واضح (عالمية) الفكر واحترافية العمل الذي مارسه وجه السعد الأمير سلطان ولتشهد برلين تلك المدينة الساحرة الأوروبية على انتصار المبدأ والجد والحكمة والعمل بصمت ولتضع سلطان بن فهد كواحد من أعظم الشخصيات الرياضية في العالم. نظرة ثاقبة وراء الإنجاز لم يكن مشوار الأخضر السعودي سهلاً أبداً وهو يخوض شراسة التنافس مع أقرانه في آسيا حيث كانت العديد من المحطات المثيرة بانتظار مسيرته وتبقى نظرة الأمير سلطان بن فهد في اختيار الجهازين الفني والإداري نظرة خبير محنك ورجل قيادة من الطراز الأول، فبعد أن تم إعلان اسم (كالديرون) الأرجنتيني حامت الشكوك وكثر الغمز واللمز حول هذا الأرجنتيني المغمور، ومع اشتداد التحضيرات والهزات التي تعرّض لها الأخضر خاصة في المباريات الودية جاءت الانتقادات أكثر حدة وقابلها رجل الحكمة والنجاح سلطان بن فهد برحابة صدر كعادته معطياً الثقة للمدرب وكامل الجهاز الفني للعمل حتى النهاية .. وأمام هذا التحدي جاء الإنجاز العالمي ليعطي درساً بليغاً لكل الذين هاجموا وانتقدوا بدون ان يستشفوا (درس) وجه السعد ويعرفوا حجم تطلعاته وخبرته التي مكنت الأخضر من التبوؤ على هرم الحضور المونديالي للمرة الرابعة كأقوى وأفضل المنتخبات العربية والآسيوية. دورنا تجاه (سلطان) الشباب الرياضي في المملكة العربية السعودية يعيش وسط نهضة رياضية واضحة في عهد الأمير سلطان بن فهد الذي دائماً وأبداً ما يتحدى الظروف ويساهم شخصياً بحل كل العراقيل والصعاب التي تواجه الأندية واللاعبين والإداريين فأصبح الأب الحاني والأخ العطوف والصديق الوفي لكل رياضيي البلد، لكن ما الذي نستطيع تقديمه لسلطان بن فهد لنعبِّر عن شكرنا له وتقديرنا لعمله ووفائنا لإخلاصه؟! مطلوب منا ان نحتفل سوياً بهذا الرجل المعجزة وأن نكرمه في محفل يتناسب وحجم المحبة والتقدير الذي يستحقه .. وآمل أن تكون هذه الفكرة واقعاً لأنّ وجه السعد يستحق أن يكرم كل يوم وكل ساعة لأنّ الإنجازات السعودية تتوالى وبشكل مستمر كالمطر المنهمر من الخليج إلى المحيط.