بسبب الاجماع الدولي على أن هناك مشاكل بيئية عامة تهدد وتعصف بالكرة بالأرضية نتيجة للنمو المطرد لعدد سكان الأرض وما يتبعه من الطلب المتزايد على استثمار خيرات الأرض والتعدي المستمر من قبل المجتمعات البشرية على البيئة إلى درجة باتت تهدد العديد من الثروات الطبيعية بالنضوب، ونتيجة للتطور الصناعي والتقني والتجاري وما يفرزه من مخلفات تلوث البيئة، وعدم مراعاة الحد الأدنى من شروط حماية البيئة الواجب اتخاذها عند القيام بأي نشاط صناعي أو زراعي أو تجاري، فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 5 حزيران/ يونيو عام 1972م يوماً عالمياً للبيئة ليواكب افتتاح مؤتمر استكهولم المعني بالبيئة البشرية والإنسانية. وفي اليوم ذاته صدقت الجمعية العامة على قرار تأسيس برنامج الأممالمتحدة للبيئة، ومنذ ذلك التاريخ يحتفل العالم سنوياً بهذا اليوم. ويهدف اليوم العالمي للبيئة إلى ترسيخ الوعي البيئي لدى الناس والتذكير بحالة البيئة والقضايا البيئية وتعميمها على كافة الناس من متخصصين وغيرهم كباراً وصغاراً وجعلهم عوامل نشطة لتحقيق التوازن البيئي والتنمية المستدامة، والترويج لمفهوم مفاده أن الفرد والعائلة والحي والمجتمع والمدينة فالدولة كل بدوره يقوم بدور مهم في تغيير المواقف تجاه القضايا البيئية، وليس الأمر مقتصراً فقط على المختصين من علماء البيئة أو الموظفين الحكوميين والأهليين المعنيين بشؤون البيئة. ومناصرة الشراكة التي تضمن أن تتمتع كل الأمم والشعوب بمستقبل أكثر أماناً وازدهاراً. فيوم البيئة العالمي هو مناسبة شعبية تتخللها الأنشطة النابضة بالحياة مثل المسيرات في الشوارع، وسباقات الدراجات، والحفلات الموسمية الخضراء ومسابقات كتابة المقالات وتصميم الملصقات التي تنظمها المدارس، وغرس الأشجار، فضلاً عن حملات إعادة التدوير والتنظيف. وعادة ما يشارك في احتفالات يوم البيئة العالمي القيادات السياسية من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء البيئة حيث يقومون بتوجيه كلمات تحدث على العمل من أجل الحفاظ على كوكب الأرض وتؤكد إيمانهم بقضايا البيئة. وقد تأخذ هذه الاحتفالات أوجها أكثر فاعلية من خلال تأسيس هيئات أو برامج حكومية تعمل في مجالات الإدارة والتخطيط البيئي واقتصاديات البيئة، كما يمثل يوم البيئة فرصة مواتية للحكومات من أجل التصديق على الاتفاقات الدولية الخاصة بالبيئة. وموضوع يوم البيئة لهذا العام 2005 هو مدن خضراء ويتم الاحتفال تحت شعار لنخطط لمستقبل الأرض، وستجرى الاحتفالات الدولية الرئيسية بيوم البيئة العالمي في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية. ومن سوء الحظ أن هذا اليوم العالمي المهم توافق مع الامتحانات النهائية للعام الدراسي للطلاب في جميع المراحل الدراسية من التعليم العام إلى المراحل الجامعية، ففقدت شريحة كبيرة من المجتمع المشاركة في فعاليات هذا اليوم، بل وربما معرفة ما يمثله هذا اليوم. ولعل الأيام العالمية البيئية الأخرى قد تلقى نصيبها من الاهتمام في المستقبل (مثل اليوم العالمي للمياه: 22 مارس، واليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون: 16 سبتمبر، وأسبوع الشجرة: 1-7 نوفمبر). وقد يكون من ضمن الخطط التعليمية المستقبلية، ومواكبة مع ما قد تم عمله في معظم دول العالم، إدراج مقررات دراسية متخصصة في علوم البيئة في كل مراحل التعليم العام لنشر الوعي البيئي بين المواطنين كجزء أساسي من العملية التعليمية.