أبرزت دراسة أخيرة نشرتها الصحف السعودية خلال الأيام الماضية أنّ راتب وظائف السعودة يتماشى مع خط الفقر، حيث معدَّل الرواتب لا يتجاوز (2500). ونتائج الدراسة تكشف عن أنّ السعودة، والتي لها ما لها من الضجيج الإعلامي، تهدِّد الأُسر السعودية الجديدة بالفقر، حيث إنّ الموظفين سيكونون آباء وكذلك أمهات .. وعليه فإنّ مستوى الأُسرة والمعيشة سيكون متدنياً مما لا يحقق الحد الأدنى من النُّضج الفكري والمستوى التعليمي والمستوى الصحي.وعلى الرغم من خط الفقر الداهم لكلِّ موظف سعودي جديد ينخرط في القطاع الخاص .. إلاّ أنّ المثل الشعبي ينطبق بكلِّ جسارة على الوضع السائد والمثل يقول (رضينا بالهم والهم ما رضى فينا). فعلى رغم تدنِّي المرتبات وتدنِّي مستوى الضمانات والحقوق، إلاّ أنّ القطاع الخاص ما زال ينظر للموظف أو الموظفة السعودييْن على أنّهما عبءٌ ثقيلٌ عليه، وهما بمثابة (حجر ثقيل) على قلبه يسارع إلى التخلُّص منه متى ما سنحت له الفرصة في ذلك، فلا يحاول تدريبه أو العناية بظروفه، وحتى الصحف للأسف تكرِّس في بعضها لهذه الأفكار، فهي تتحدث عن عدم جدارة الشباب أو تشجِّع على الانخراط في أعمال صغيرة وضعيفة، وتتعاطف أحياناً مع القطاع الخاص بحديثها عن ضعف الكفاءات ومستوى الخسائر التي تتكبَّدها الشركات بفعل توظيفها للسعوديين والسعوديات غير الأكفاء في مجملهم. بينما تسارع هذه الشركات والمؤسسات إلى استقدام عمالة تتعلَّم وتتدرَّب لدينا. ويكفي أن أقول لكم إنّني فوجئت ذات يوم في صالون تجميل كبير بأنّ العاملة التي تهتم بأظافر الزبونات مسافرة، وكانت البديلة هي عاملة التنظيف التي رأيتها أكثر من مرة تمسح البلاط والطاولات .. وحين اعترضت قالوا .. نحن درَّبناها هنا .. نأتي بها عاملة تنظيف براتب بخس ثم ندرِّبها ونرفع مقامها لتنال (البخشيش) من الزبونات مضافاً إلى راتبها البسيط فيكون ذلك ترقية لها. ويكفي أن أذكِّركم بأنّ مسئولاً في وزارة الصحة قال إنّ الممرضات اللاتي يتدرَّبن في المستشفيات السعودية يحصلن على خبرة تؤهِّلهن للعمل في أمريكا وبريطانيا .. مع أنَّهن يأتين إلينا بدون تدريب يُذكر.. إنّنا فعلاً مثل ما قال الكثيرون .. (خيرنا لغيرنا)!!