في مثل هذا اليوم من عام 1981 انطلقت الطائرات الإسرائيلية من طراز إف 15 وإف 16 لقصف مفاعل تموز النووي العراقي قبل بدء تشغيل المفاعل بوقت قليل. وكان قصف المفاعل حلقة في سلسلة عمليات تخريب إسرائيلية استهدفت البرنامج النووي العراقي في ذلك الوقت شملت محاولة تفجير المفاعل قبل شحنه من فرنسا واغتيال العديد من العلماء العرب العاملين في البرنامج النووي الإيراني مثل العالم المصري الدكتور يحيى المشد والمهندس المدني الاستشاري العراقي الأستاذ عبد الرحمن رسول. وفي 9 حزيران من عام 1981 توفي الفيزيائي العراقي الدكتور سلمان رشيد سلمان اللامي في جنيف في ظروف غامضة. وكان العراق قد وقع في الثامن عشر من نوفمبر عام 1976 عقداً بمبلغ 450 مليون دولار مع تجمع من الشركات الفرنسية وبموافقة لجنة الطاقة الذرية الفرنسية CEA لبناء مشروع 17 تموز المتكون من مفاعل تموز-1 بقدرة 40 ميجاوات حراري ومولد فيض من النيوترونات الحرارية وهو مفاعل يستخدم لبحوث الفيزياء النووية وفيزياء الحالة الصلبة ولفحص المواد (بما في ذلك الوقود النووي) المستخدمة في تصنيع أجزاء محطات الطاقة النووية. ويمكن استخدام هذا المفاعل لإنتاج النظائر المشعة علماً أن الوقود المستخدم لتشغيل هذا المفاعل هو من نوع سبيكة اليورانيوم والألومنيوم ويحتوي على يورانيوم بتخصيب 93 في المائة. كان مشروع 17 تموز يسير سيراً حثيثاً حتى تبنت اسرائيل عمليات تخريبه. ففي 7 ابريل 1979 كان قلب المفاعل جاهزاً للشحن إلى بغداد من ميناء سين سورمير (الفرنسي) قرب مدينة تولون (على البحر المتوسط) حين اخترق سبعة عملاء لمخابرات اسرائيل باب المخزن العائد لشركة CNIM وفتشوا عن هدفهم ثم وضعوا فيه المتفجرات بهدف تحطيمه لغرض القضاء على المشروع غير أن تقويم الأضرار أثبت أنها لم تكن كبيرة فأُصلحت ولم تؤثر الحادثة سوى في تأخير اكتمال المشروع لأسبوع واحد فقط وجاء قصف المفاعل بالطائرات ليعيد العراق إلى نقطة الصفر مرة أخرى في مسيرة البحث عن سلاح نووي.