في مثل هذا اليوم من عام 1981 قصفت الطائرات الإسرائيلية المفاعل النووي العراقي الفرنسي الصنع بالقرب من العاصمة بغداد. وقالت إسرائيل في ذلك الوقت إنها تعتقد أن هذا المفاعل مصمم لانتاج أسلحة نووية لتدمير إسرائيل. وكان الهجوم الإسرائيلي أول هجوم في العالم يستهدف مفاعلا نوويا. وكانت الطائرات الإسرائيلية من طراز أف 15 وإف 16 قد قامت بقصف (مفاعل أوزاريك) على بعد 18 ميلا جنوب العاصمة العراقيةبغداد بدقة فائقة وبناء على أوامر مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت الارهابي مناحم بيجن. وقد نفذت الطائرات الإسرائيلية المهمة وعادت سالمة. كان العمل في المفاعل النووي، الذي كانت تصل طاقته إلى 70 ميجاوات، قد وصل إلى مراحله النهائية ولكن لم يكن قد تم تزويده بالوقود النووي بعد، لذلك لم يكن هناك خطر حدوث تسرب إشعاعي وفقا لما صرحت به مصادر في قطاع الصناعات النووية الفرنسية التي زودت العراق بالمفاعل. وبعد تنفيذ الاعتداء على المفاعل النووي العراقي أصدرت الحكومة الإسرائيلية بيانا تشرح فيه موقفها حيث قالت فيه (القنابل النووية التي كان هذا المفاعل قادرا على إنتاجها سواء من اليورانيوم المخصب أو من البلوتنيوم ستكون في قوة القنبلة النووية التي ضربت بها أمريكا مدينة هيروشيما اليابانية، لذلك فإنها تمثل خطرا مهلكا لشعب إسرائيل). وأضافت أنها نفذت هجومها الآن لأن العمل في المفاعل كان قد شارف على الانتهاء بحيث كان مقررا بدء تشغيله في يوليو أو سبتمبر عام 1981م. ووجهت إسرائيل في ذلك الوقت انتقادات حادة إلى كل من الفرنسيين والإيطاليين بسبب تزويدهم العراق بالمواد النووية. وقال البيان الإسرائيلي (نحن مرة ثانية ندعوهم للكف عن الإرهاب والأعمال غير الإنسانية، ونحن لن نسمح تحت أي ظرف من الظروف لعدو أن يطور أسلحة دمار شامل ضد شعبنا). وأضاف البيان أن القيادة الإسرائيلية اختارت يوم الأحد لتنفيذ الهجوم ضد المفاعل حتى تضمن عدم وجود عمال فرنسيين في الموقع، حيث ان يوم الأحد هو يوم عطلة أسبوعية بالنسبة لهم. لذلك لم ترد تقارير عن وقوع خسائر في صفوف الفرنسيين. كان مفاعل أوزاريك جزءا من مجمع نووي يضم مفاعلا أصغر فرنسي الصنع أيضا ومفاعلا تجريبيا روسي الصنع كان يعمل بالفعل.