في العرفين الإداري والاقتصادي أن مَن أراد أن يحقِّق النجاح كله دفعة واحدة وأن يصل إلى أعلى الأرباح دون أن يقع في أي خسائر سوف يخسر كل شيء.. وفي علم المحاسبة هناك شيء اسمه المخاطرة.. وفي الرياضة أيضاً لا بد أن يتنازل البطل عن المهم حتى يحقق الأهم.. وأن تكون خطة النجاح مبنية على أساس أن هناك خسائر (وقد قلت في الأسبوع الماضي إن الهلال لن يحقق كل البطولات التي يشارك بها ولكنه يحقِّق معظمها)!! وما دعاني إلى المقدمة السابقة هو خسارة الفريق من الاتحاد في إياب دوري أبطال العرب وانتهاء حظوظه في المنافسة على ذهبها.. وقد كان واضحاً من مباراة الذهاب أن الهلال لم يضع هذه البطولة هدفاً رئيسياً من أهدافه، وهذا ليس تقليلاً من أمر البطولة بالطبع، لكن الفريق الأزرق كان يضع نصب عينيه أن الأهم لديه هذا الموسم هو الفوز بالبطولات المحلية لذا فقد فرَّغ نجومه (مثلاً) للمباراة النهائية لمسابقة كأس ولي العهد ولم يشركهم أمام الاتحاد ولا حتى أمام النصر.. مع أن هذين الفريقين أقوى من القادسية فنياً وتنافسياً.. ومما يشدِّد على هذا الرأي أيضاً عدم اكتراث الهلاليين بالخسارة ولا حزنهم على الخروج فقد وضح لدى الجميع بمن فيهم الجماهير أن البطولة ليست هدفاً رئيسياً.. إن تحققت وإلا فلا مانع.. كما أن رفض الهلال الاحتجاج على مشاركة سيرجيو هيريرا مع الاتحاد دليل آخر. وبالمناسبة فإن ما قامت به إدارة النادي بهذا الشأن هو نوع من الاحتراف الإداري وبه الكثير من الحنكة الرياضية.. وفي رأيي أنها قد أحسنت صنعاً بعدم إشغال اللاعبين والتأكيد عليهم بضرورة الفوز في كل البطولات.. وهذا أمر مستحيل بالطبع.. وما قامت به إدارة الهلال قامت به منتخبات عالمية أخرى.. وعلى سبيل المثال المنتخب البرازيلي الذي يشرك لاعبين من الصف الثاني في بطولات كوباأمريكا على الرغم من أهميتها.. لكن الهدف الأساسي هو كأس العالم لديهم.. وحتى لا نذهب بعيداً فإن المسؤولين عن منتخبنا الوطني الأول اختاروا المشاركة في دورة التضامن الإسلامي بلاعبين ينضم بعضهم للمنتخب للمرة الأولى.. وذلك لأن الدورة ليست هدفاً رئيسياً، بل الهدف الأساسي هو الوصول إلى المونديال القادم!! ومع ذلك فاز الأخضر بالذهب مؤكِّداً قوته حتى وهو يشارك بصفه الثاني. أخيراً.. أشير إلى أن الهلال كان قريباً من الفوز حتى وهو يلعب ناقصاً أمام الاتحاد في الذهاب والإياب.. لكن حراسة المرمى الهلالي لم توفق وكان لها رأي آخر.. والأهم أن نبارك للاتحاديين فوزهم على الهلال وتأهل فريقهم للنهائي.. وقد عبَّرت فرحتهم بعد المباراة عن معنى الفوز على الهلال والأهمية الكبرى التي يمثِّلها ذلك. بين الهلال.. والاتحاد * * عندما تأهل الهلال والقادسية لنهائي كأس ولي العهد هل خرج هلالي ليحتج على تقديم مباراة القادسية والأهلي إلى ما قبل المباراة النهائية بعدة أيام وهو الأمر الذي كان كافياً لإلغاء إيقاف النجم عبده حكمي ومشاركته في النهائي.. لا لم يخرج أي مسؤول هلالي.. وعندما تم تأجيل لقاء الهلال والاتحاد أربعة أيام فإن الهلال لن يستفيد لأن إيقاف مدافعه تفاريس لن ينتهي إلا بعد نهاية المباراة بساعة.. ومع ذلك احتج بعض الاتحاديين، بل إن الأخبار قالت إن أربعة من أعضاء مجلس الإدارة قد تقدَّموا بالاستقالة احتجاجاً على هذا التأجيل!! ** يقول مدير المركز الإعلامي بنادي الاتحاد إن الهلال لا يفوز إلا بالتحكيم وقد أسهب في ذلك عبر مقالة كاملة وذلك صبيحة مباراة الهلال والاتحاد في دوري أبطال العرب! مرة أخرى أسأل.. هل يعبِّر المدير عن رأيه أم عن رأي ناديه بحكم منصبه الرسمي فيه؟ ** بعد مباراة الهلال والاتحاد خرج رئيسا الناديين الأمير محمد بن فيصل والأستاذ منصور البلوي متماسكي الأيدي في لقطة تعبِّر عن الروح الرياضية الكبيرة المتبادلة بين الطرفين. ترى هل شاهد بعض المتعصبين هذه اللفتة.. والأهم هل استفادوا منها؟ ** الاتحاديون عفوا عن سيرجيو من أجل مباراة الهلال.. فيما لم يشرك الهلاليون الموري في اللقاء لأن النظام والانضباط هما الأهم في كل الأحوال!! ** على ذكرى الرباعية التاريخية التي أودعها الهلاليون المرمى الاتحادي في الدور الأول من الدوري يلتقي الفريقان بعد غد السبت بغياب نجوم المنتخب هذه المرة. هذه المباراة تمثِّل أهمية كبيرة للفريقين.. فالهلال يبحث عن الفوز من أجل الصدارة.. والاتحاد يسعى له حتى لا تتأثر حظوظه ببلوغ المربع الذهبي. .. وبغياب النجوم وحضورهم من المؤكّد أننا سنشاهد مباراة كبيرة مثيرة كعادة العملاقين دائماً!! ** بعد أربع مباريات متتالية بحكام أجانب وعرب ماذا سيقدِّم الحكم السعودي في قمة السبت؟ مراحل.. مراحل * مباراة الاتفاق والرياض القادمة ستكون أشبه بالمباريات النهائية!! * من كان يتوقّع أن تؤول الأحوال بهذين الفريقين إلى هذا الوضع؟ * بعد التأكيد على عدم مشاركة فريق فالنسيا في مباراة مهرجان اعتزال يوسف الثنيان.. وضع عشاق اللاعب الأبرز أيديهم على قلوبهم خشية أن يصبح حال هذا المهرجان مثل أحوال (9 - 9) و(5 - 5)!! * لست مع من يرى دمج حفل اعتزال لاعب مع لاعب آخر مثل جميل مع الثنيان.. كل لاعب له جمهوره.. ويجب أن يحتفي به وحده!! * البعض من اللاعبين قد لا يكون له جمهور.. ويريد الاستفادة من جمهور اللاعب الآخر!! * لا ينكر أحد جهود اللجنة المشرفة على اعتزال يوسف الثنيان.. لكن كل دقيقة تمضي تقلِّل من أهمية هذا الحفل.. ومن قيمته!! * القارئ الأخ عبد الله المدلج (استغرب عدم قيام عدد من القنوات الخليجية المتخصصة بنقل المباراة النهائية لمسابقة كأس ولي العهد ويقول إن تلك القنوات كانت تقدِّم سباقات دراجات ومباريات تنس أرضي أثناء تلك المباراة.. ويشير إلى أن قناتنا الرياضية تنقل دائماً المباريات المهمة في تلك الدول). بالنسبة لي أشارك المدلج الاستغراب.. كما أشير إلى أن قيام القناة الرياضية بنقل المباريات المهمة أمر يضاف إلى رصيدها ولا يقلِّل منه!! وهي تقدِّم ما ترى أنه مناسب لمشاهديها ولا شأن لها بالقنوات الأخرى وخياراتها. للتواصل: [email protected]