جدد السودان مرة أخرى رفضه لأي وجود عسكري في إقليم دارفور غير قوات الاتحاد الإفريقي، ودعا في ذات الوقت إلى تقديم الدعم لبعثة الاتحاد الموجودة في الاقليم فيما قالت كندا التي كانت عازمة على إرسال قوات إلى المنطقة إنها ستساهم في دعم هذه القوات. وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف صديق أمس ان بلاده تتطلع إلى ان تكون بعثة الاتحاد الافريقي فاعلة لأن قوتها تعني استتباب الأمن والاتجاه نحو الحل السياسي لمشكلة دارفور ولذلك فإن الحكومة ترحب بالدعم اللوجيستي لقوات الاتحاد الافريقي ولكنها تتحفظ على أي وجود عسكري في دارفور غير قوات الاتحاد. كما رحب المسؤول السوداني من جانب آخر بزيارة كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة إلى السودان يوم الجمعة المقبل معرباً عن أمله في أن تحقق الزيارة نتائج إيجابية خاصة وأن تقارير الأممالمتحدة الأخيرة أشارت إلى تحسن نسبي للأوضاع في دارفور. ومساء الاثنين أعلن وزير الخارجية الكندي بيار بتيغرو في بيان ان كندا ستشارك في المؤتمر الذي سيعلن يوم الخميس في أديس أبابا (إثيوبيا) عن المساهمات التي ستقدم إلى بعثة الاتحاد الافريقي في السودان. وكان الاتحاد الافريقي دعا إلى هذا المؤتمر الدولي أواخر نيسان - أبريل للتأكد من عمليات الدعم تمهيداً لزيادة عناصره من 3200 إلى 7700 رجل في دارفور في غرب السودان التي تشهد نزاعاً أسفر عن مقتل الآلاف وأدى إلى تهجير مليونين آخرين منذ سنتين، كما تفيد تقديرات الأممالمتحدة. وقال بتيغرو (نأمل في ان يحض مؤتمر 26 أيار - مايو شركاء آخرين في المجموعة الدولية على استجابة نداء الاتحاد الافريقي الذي يطلب مساعدة اضافية ضرورية حتى تتمكن بعثة الاتحاد الافريقي في السودان من القيام بمهتها بطريقة فعالة). وكانت كندا أعلنت في 12 أيار - مايو عن رصد مبلغ قيمته 159 مليون دولار أمريكي خلال سنتين (لمساعدة منطقة دارفور على تحقيق السلام) وخصصت (100 رجل) لتقديم مساعدة تقنية واستراتيجية لقوات الاتحاد الافريقي. وكانت السفارة السودانية في أوتاوا رفضت هذا المشروع معتبرة ان الديبلوماسية الكندية قد تأخرت في استشارتها. واتصلت كندا في نهاية الأسبوع بوزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل وأجرت معه (محادثات ممتازة) اتفق البلدان بنتيجتها (على التعاون الوثيق حتى تكون كل مساعدة تقدمها كندا قادرة على تلبية حاجات الاتحاد الافريقي والسودان)، كما قال بتيغرو. وبصفة عامة فإن الاتحاد الافريقي يؤدي دوراً محورياً لحل مشكلة اقليم دارفور، وقد اكدت القمة الافريقية الثالثة حول دارفور التي استضافتها ليبيا في منتصف الشهر الجاري على حصر معالجة المشكلة في الإطار الافريقي، وقرر القادة السبعة الذين حضروا القمة في البيان الختامي الذي اصدروه.00 ومن جانب آخر قال شهود ان مئات من أفراد الشرطة المسلحة والجيش طوقوا مخيماً للاجئين السودانيين جنوبي العاصمة الخرطوم أمس الثلاثاء وهو المخيم الذي شهد مصادمات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 17 من الشرطة والسكان الأسبوع الماضي. وصرح محمد أحمد عبد القادر أرباب المحامي والمتحدث باسم أهالي منطقة سوبا بأن القوات المسلحة السودانية طوقت المنطقة الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم. وقال (طوقوا كل المناطق واتخذوا اجراءات مشددة لمنع الناس من المغادرة). ووقعت مصادمات الأسبوع الماضي حين حاولت الشرطة السودانية نقل نازحين غالبيتهم من جنوب السودان من المخيم. وكان من بين الضحايا 14 من أفراد الشرطة وثلاثة من السكان.