حذّر الاتحاد الافريقي امس من ان بعثة حفظ السلام المؤلفة من ستة آلاف فرد في اقليم دارفور السوداني تواجه أزمة مالية حادة، اذ لا تكفي الموارد الموجودة سوى بضعة شهور. وقال السفير سعيد جينيت مفوض السلام والامن في الاتحاد في مؤتمر صحافي"اعتباراً من اليوم فان لدينا كاتحاد افريقي موارد تكفي فقط للابقاء على بعثة دارفور حتى نهاية آذار مارس أو بداية نيسان ابريل العام المقبل". وتحاول قوات الاتحاد الافريقي والشرطة وقف تصاعد العنف في المنطقة. ولكن المسؤولين يقولون انهم لا يملكون الآليات ومعدات الاتصال اللازمة للعمل بصورة فاعلة في منطقة صحراوية يعادل حجمها حجم فرنسا. وكان جينيت يتحدث في مؤتمر صحافي مع رئيس بعثة المفوضية الاوروبية في اثيوبيا تيم كلارك عقب التوقيع على اتفاق بدفع مبلغ 70 مليون يورو للبعثة. وأضاف:"هناك بعض المؤشرات على ان شركاء آخرين قد يقدمون مساعدة مالية اضافية". ووصف الدعم الذي يقدمه الاتحاد الاوروبي للاتحاد الافريقي بأنه"الركيزة المالية للسلام الناشئ في افريقيا وجهود الامن". ومن اصل 465 مليون دولار تحتاجها البعثة لتقوم بمهمتها لمدة سنة، اي من نهاية ايار مايو 2005 الى نهاية ايار 2006، تلقى الاتحاد الافريقي حتى الان 330 مليون دولار فقط. ويمول البعثة في دارفور اساسا شركاء الاتحاد الافريقي وبينهم الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة. وقدم الاتحاد الاوروبي مساهمة جديدة بقيمة 70 مليون دولار 58 مليون يورو لتمويل بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور حتى نهاية اذار مارس. وكانت وزارة الخارجية الاميركية حضت قبل ايام الكونغرس الاميركي على تخصيص مبلغ 50 مليون دولار اضافية لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور بعد ان بدأت الاموال الاميركية التي تغطي نفقاتها في النفاد. ويدور النزاع في دارفور منذ شباط فبراير 2003 بين مجموعات متمردة تقاتل من اجل تقاسم افضل للسلطة والثروات وبين سلطات الخرطوم وميليشيا الجنجاويد العرب. وقتل نحو 300 الف شخص ونزح اكثر من مليونين من دارفور.