استشهد فلسطيني عند أحد الحواجز العسكرية قرب طولكرم شمال الضفة الغربية صباح أمس الاثنين، نتيجة إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال على حاجز الكفريات جنوب طولكرم فتحت نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه فلسطيني لا يزال مجهول الهوية ما أدى إلى استشهاده على الفور. ومنع جنود الاحتلال سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى المكان ونقل جثمان الشهيد وأغلقوا الحاجز بشكل كامل أمام حركة تنقل الفلسطينيين. وادعي جنود الاحتلال أنهم طالبوا الفلسطيني الشهيد، الذي قالوا انه كان يحمل سكينا، بالتوقف لكنه واصل التقدم نحوهم فأطلقوا عليه النار وقتلوه بعد اتخاذ إجراءات تحذيرية عسكرية، على حد زعمهم.. وسلمت إسرائيل السيطرة الأمنية في طولكرم للفلسطينيين في مارس - آذار الماضي لكنها مازالت تسيطر على نقاط تفتيش في بعض المناطق خارج البلدة. من جانب آخر أفادت تقارير صحفية إسرائيلية أمس أن الشرطة أغارت يوم الأحد على مكاتب تابعة لجماعة يمينية متشددة كانت تبنت أساليب العصيان المدني في منتصف التسعينيات، وكانت تخطط لإغلاق الطرق الرئيسية في مختلف أنحاء البلاد في الساعة الخامسة بعد ظهر أمس الاثنين كتجربة نهائية لمظاهرات هذا الصيف احتجاجا على الانسحاب من قطاع غزة. وذكرت صحيفة هاآرتس في موقعها على الإنترنت أن الشرطة ألقت القبض على شخصين وصادرت أجهزة كمبيوتر ووثائق بها أسماء العشرات من المنظمين والناشطين المقرر أن يشاركوا في المظاهرة، فضلا عن لافتات كتب عليها عبارة (هذا الطريق مغلق). ويذكر أنه طوال نهاية الأسبوع ومن خلال التجمعات والجماعات المناهضة للانسحاب وجهت الجماعة نداءات لإغلاق الطرق الرئيسية. وكانت الجماعة أعلنت عن العصيان المدني المقترح الأسبوع الماضي في اجتماع لليمين المتطرف في البرلمان الإسرائيلي عقد في فندق القدس. ووفقا لباروخ مارتزل الناشط القومي المتطرف من منظمة كاخ العنصرية المعادية للعرب، فانه كان يفترض أن تضع التظاهرة المقرة يوم الاثنين حكومة شارون أمام أحد خيارين إما تنظيم انتخابات أو إطلاق النار على المتظاهرين.. وكانت تظاهرات مماثلة جرت عدة مرات في الأشهر الأخيرة. لكن المنظمين قالوا إن تظاهرة الاثنين تجربة عامة قبل التحركات التي ستجري خلال الصيف. ومن جانب آخر قال مسئول فلسطيني بارز إن الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية ليس نتيجة خطة سياسية أو اتفاق جرى التوصل إليه مع إسرائيل. وقال رشيد أبو شباك مدير الأمن الوقائي الفلسطيني للصحفيين إن الانسحاب الإسرائيلي المزمع سيقابله احتلال وانتهاج لسياسة العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. ولكن أبو شباك قال إن السلطة الفلسطينية ترحب بأي انسحاب إسرائيلي من المدن والمناطق الفلسطينية مضيفا أن لا أحد في العالم يرحب ببقاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. وقال أبو شباك إن الانسحاب من غزة لا يزال أحادي الجانب ستنفذه إسرائيل دون أي تنسيق مع الجانب الفلسطيني. وأضاف أبو شباك أنه في حال لم يهدم الإسرائيليون منازل المستوطنين فإن السلطة الفلسطينية قد تستفيد منها بما يفيد مصالح الشعب الفلسطيني. وأشار أبو شباك إلى أن الموقف في الأراضي الفلسطينية ليس مستقرا تماما، وأرجع ذلك إلى الممارسات اليومية لقوات الاحتلال الفلسطيني التي تعوق تحقيق الهدوء والتسوية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أعلن الأسبوع الماضي أن خطته للانسحاب من غزة ربما تتأجل ثلاثة أسابيع أخري. وكانت الإذاعة الإسرائيلية أعلنت يوم السبت الماضي أن وزير شئون المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يسعى خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن في السادس والعشرين من هذا الشهر إلى حث إسرائيل على التعاون والتنسيق مع السلطة فيما يخص خطة الانسحاب من غزة.
