نفذ الجيش الاسرائيلي حملة تخريب سريعة في طولكرم اقتلع خلالها المئات من الشجيرات المثمرة وجرح واعتقل العديدين قبل ان ينسحب من المدينة فيما واصل حربه النفسية ضد المحاصرين في كنيسة المهد حيث افادت انباء ان اثنين ممن كانوا داخل الكنيسة تم السماح لهما بالخروج لدواع صحية، وفي غضون ذلك تواصلت الاجتماعات الفلسطينية الامريكية التي تستهدف التوصل الى وقف لاطلاق النار وقال وزير الخارجية الامريكي كولن باول الذي مدد زيارته للمنطقة، انه يتم احراز تقدم في المحادثات، بينما اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ان موعد الانسحاب من كل المناطق التي احتلها في عدوانه الاخير لم يحن بعد مشيرا الى انسحابات جزئية في غضون اسبوع، وتوعدالارهابي شارون في ذات الوقت بتقديم القيادي الفلسطيني الى محاكمة عسكرية. وقال شارون ان مسؤول حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي اعتقلته القوات الاسرائيلية يوم الاثنين «سيحاكم امام محكمة اسرائيلية» بتهمة «قتل مئات الاسرائيليين». واكد وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز من جانبه ان اسرائيل تعتزم احالة البرغوثي الى القضاء. وقال بيريز ان البرغوثي «سيعامل طبقا لما ينص عليه القانون (...) وعليه ان يثبت براءته»، مؤكدا انه «اذا لم يكن بريئا فسيدفع ثمن ذلك». شهيد في غزة ومن جانب آخر أطلق الجنود الاسرائيليون النار ليلة الاثنين/الثلاثاء على فلسطيني في قطاع غزة، فأردوه قتيلا في حادث وصفه راديو إسرائيل بأنه كان محاولة فاشلة للتسلل إلى مستعمرة يهودية. اعتقال اثنين من قادة حماس واعلن متحدث عسكري اسرائيلي من جانب آخر ان الجيش الاسرائيلي اعتقل اثنين من القادة المحليين لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في رام اللهبالضفة الغربية. وقال المصدر نفسه ان الجيش اوقف ليلا في بلدة بيتونيا الواقعة قرب رام الله «زعيم حماس» في المدينة جمال الطويل وقائد الجناح المسلح للحركة في هذا القطاع اشرف ابو وردة. الانسحاب من طولكرم والتوغل في عسكر وشملت الاعتداءات الاسرائيلية امس التوغل في مدينة طولكرم ثم الانسحاب منها سريعا بعد ان عاثت فيها قوات شارون فسادا . وصرح العميد عز الدين الشريف محافظ طولكرم بان قوات الاحتلال المدعومة بالدبابات وطائرات الاباتشي الامريكية الصنع والتي توغلت في طولكرم اعتقلت تسعة مواطنين بينما أدى قصف مروحيات الاباتشي على مشارف مخيم المدينة الى جرح ثمانية فلسطينيين خمسة منهم من رجال الامن. وقال العميد عزالدين ان قوات الاحتلال الاسرائيلي جرفت الفي شجرة زيتون في قرية فرعون بطولكرم.. كما جرفت مائتي دونم من اشجار بلدة «بيت ليد» في المنطقة بحجة اقامة منطقة امنية ليتسنى مراقبة المواطنين من حواجز عسكرية قريبة. واضاف في تصريحه الذي اذاعه راديو القدس ان القوات الاسرائيلية تمنع المزارعين من التوجه الى مزارعهم لتدمير الثروة الزراعية. كما توغلت القوات الاسرائيلية امس في مخيم عسكر القريب من نابلس واوضح شهود عيان لوكالة فرانس برس ان الجنود قاموا بحملات تفتيش في المخيم حيث يعيش 13 الف نسمة بحثا عن فلسطينيين مطلوبين. وقامت مروحيات اسرائيلية باطلاق رشاشاتها خلال العملية واصابت فلسطينيا في الخامسة والخمسين من عمره بجروح على الرغم من ان السكان لم يبدوا أي مقاومة. يذكر ان اسرائيل تواصل احتلالها لنابلس. الاحتلال يعوق الإغاثة في جنين الى ذلك اتهمت الاممالمتحدة الجيش الاسرائيلي بأنه أعاق عمليات توزيع مواد الاغاثة الانسانية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية. وقال فريد إيكهارد المتحدث باسم الاممالمتحدة في نيويورك إن الضباط الاسرائيليين لم يقدموا تفسيرا للأمر الذي صدر لرتل من العربات من وكالة إغاثة تابعة للامم المتحدة بمغادرة جنين بعد 30 دقيقة فقط، وكانت القافلة قد دخلت المخيم بعد أيام قضتها خارجه للحصول على تصريح رسمي بالدخول. وقال إيكهارد إن عمال الاغاثة التابعين للامم المتحدة استطاعوا أن يتأكدوا خلال وجودهم في المخيم الذي أغلقته القوات الاسرائيلية أمام الاجانب والصحفيين من أن سكان المخيم محرمون من المياه والاغذية والعلاج الطبي منذ أسبوعين وقدر مسؤولو الاغاثة أن حوالي أربعة آلاف من سكان المخيم الذين يبلغ عددهم أربعة عشر ألف نسمة قد فروا منه، الكثير منهم ضد إرادتهم. السماح بخروج اثنين من كنيسة المهد وفي بيت لحم قالت مصادر اسرائيلية وفلسطينية امس الثلاثاء ان اثنين من الفلسطينيين داخل كنيسة المهد خرجا من الكنيسة بتصريح من الجيش الاسرائيلي الذي يحاصر الكنيسة لحاجتهما الى رعاية طبية، وذكر مصدر بمستشفي فلسطيني ان شابا فر من الكنيسة الا ان الجيش الاسرائيلي القى القبض عليه ثم افرج عنه حتى يجري علاجه. وقال بيتر كمري مدير مستشفى بيت جالا القريب لرويترز في حديث هاتفي ان احد الرجلين مصاب منذ اربعة او خمسة ايام والثاني يعاني من صرع وانهما غادراالمستشفي يوم الاثنين، وقال ان الجيش الاسرائيلي اخذهما بعيدا. ويحاصر جنود اسرائيليون الكنيسة منذ نحو اسبوعين بعد ان احتمى مجموعة من الفلسطينيين بينهم مسلحون بالداخل. وواصل الجيش الاسرائيلي في غضون ذلك «حربه النفسية» ضد المحاصرين في الكنيسة حيث بث اصواتا قوية من مكبرات الصوت ودعوات متكررة للاستسلام. وبث الجيش الاسرائيلي عبر مكبرات الصوت الضخمة التي ركزها قبالة الكنيسة اصواتا مروعة، وكان بث قبل ذلك ولمدة نصف ساعة رسائل مسجلة تدعو المحاصرين الى الاستسلام، وبدأت عمليات المضايقة عند منتصف الليل . وتشكل هذه العمليات التي تجري لليلة الثالثة على التوالي جزءاً من «الحرب النفسية» التي يقر الجيش الاسرائيلي انه بدأها ضد المقاتلين الفلسطينيين الذين لجأوا الى كنيسة المهد قبل 15 يوما. وصرح بطريرك القدس للاتين ميشال صباح ان بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني اتصل يوم الاثنين هاتفيا مع مسؤول الرهبان الفرنسيسكان في كنيسة المهد في بيت لحم ليعبر له عن دعمه. وقال بطريرك القدس للاتين في تصريحات لوكالة انباء الفاتيكان ان البابا «عبر عن قلقه البالغ للحرب الدائرة ودورة العنف والموت التي تشهدها الاراضي المقدسة». واضاف ان بابا الفاتيكان عبر ايضا عن قلقه «لتحول كنيسة المهد الى ميدان قتال بسبب الفلسطينيين المسلحين» الموجودين في المجمع الذي تطوقه القوات الاسرائيلية. وتابع ان البابا يوحنا بولس الثاني «عبر عن ألمه لما يحدث للفرنسيسكان وكل العاملين في كنيسة المهد الذين جروا رغما عنهم في وضع حرب يتناقض مع جو السلام الذي تحتفل به الكنيسة». حظر تجول وفي تطور آخر اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس بلدة العبيدية جنوب شرق القدسالمحتلة وسارعت على الفور بفرض نظام منع التجول وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين. وافاد شهود عيان ان قوات الاحتلال اعتدت على ممتلكات المواطنين واطلقت وابلا من الرصاص والقذائف الثقيلة مما اسفر عن استشهاد مواطن واصابة العشرات بجروح مختلفة..كما استشهدت سيدة في العشرينيات من عمرها برصاص الجنود الاسرائيليين لدى اقتحامهم احدى البلدات غرب بيت لحم، واعلنت الشرطة الاسرائيلية فرض حظر التجول امس الثلاثاء في خمس بلدات فلسطينية تحيط بالقدسالشرقية بزعم تلقيها معلومات عن احتمال الاعداد لشن هجمات بمناسبة ذكرى قيام الكيان الصهيوني. واوضحت الشرطة ان هذه البلدات هي ابو ديس والعيسوية والعيزرية والرامو السواحرة وتقع في ضواحي القدسالشرقية. واتخذت الشرطة والجيش اجراءات امنية «لا مثيل لها». واضافت المصادر نفسها ان الالاف من عناصر الشرطة والجيش نشروا في وسط المدن الرئيسية الواقعة على طول «الخط الاخضر» الذي يفصل الضفة الغربية عن الكيان الصهيوني. وقد اتخذت هذه الاجراءات للحيلولة دون وقوع هجمات استشهادية جديدة، واشارت المصادر الى ان الشرطة تملك معلومات عن مشاريع لشن هجمات ولا سيما بعد اعتقال مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية يوم الاثنين في رام الله. باول يشير إلى تقدم وفيما يتصل بمهمة وزير الخارجية الامريكي كولن باول فقد اعلن الوزير الامريكي امس الثلاثاء ان المفاوضين الفلسطينيين والامريكيين حققوا «تقدماً» في صياغة نص حول وقف لاطلاق النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال باول في بداية لقاء مع مسؤولين من المجتمع المدني الفلسطيني «اعتقد اننا نحقق حاليا تقدما واتوقع المزيد خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة». وقال باول «لكنني لا استطيع ان ادخل في تفاصيل ما سأتمكن من تحقيقه أم لا». وباشر مفاوضون فلسطينيون وامريكيون العمل يوم الاثنين في اريحا على اعلان لوقف اطلاق النار واستأنفوا اعمالهم امس الثلاثاء، حسب ما افاد مسؤولون امريكيون. ويعمل المفاوضون الامريكيون مع الفلسطينيين والاسرائيليين على وضع وثيقة تتضمن العديد من الصيغ، كما قال باول مضيفا «سأبحث جميع هذه المسائل مع الطرفين خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة». واضاف ان عبارة «وقف اطلاق النار» قد لا تستخدم في الاتفاق. وقال ان «عبارة وقف اطلاق النار لا تنطبق تماما على ما جرى في الحقيقة». وتعليق باول يشير الى امكانية التوصل الى وثيقة عدم اعتداء أو وقف المعارك. وابلغ الفلسطينيون باول انهم يرفضون خوض مباحثات امنية حول وقف لاطلاق النار طالما لم ينسحب الجيش الاسرائيلي من المناطق التي احتلها في الضفة الغربية منذ 29 اذار/مارس. وذكرت تقارير الاعلام الاسرائيلية امس أن باول قرر تمديد زيارته للشرق الاوسط يوما واحدا على الاقل. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون صرح في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الامريكية بأن القوات الاسرائيلية يمكن أن تستكمل انسحابها من معظم مدن وبلدات الضفة الغربية «خلال أسبوع»، غير أن شارون قال إن جيشه يمكن أن يبقى في بيت لحم ورام الله إلى ما بعد هذا التاريخ ما لم تحسم المواجهة حول كنيسة المهد وفي مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وفي ما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي النهائي من البلدات الفلسطينية التي تم احتلالها منذ 29 آذار «مارس»، قال شارون إن قواته ستغادر «عندما ننتهي»، وأضاف أنه في بعض البلدات مثل جنين ونابلس يمكن أن يكون ذلك «خلال أيام» ولكن في بلدات أخرى «ربما خلال أسبوع». ونفى شارون أنه يتحدى طلب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لسحب القوات الاسرائيلية «دون تأخير». وقال «إننا نستكمل مهمتنا الان، وقد أوضحت بجلاء أننا عندما ننتهي، سوف نغادر». وحول اقتراحه حول عقد مؤتمر إقليمي لمناقشة عملية سلام جديدة دون مشاركة عرفات، قال شارون إنه يمكن أن يقبل بعقد مؤتمر وزاري يمكن لعرفات أن يرسل إليه نائبا عنه، وأشار إلى أنه توصل إلى اتفاق مع وزير الخارجية الامريكي كولين باول حول كيفية حسم المواجهة في بيت لحم حيث قال عن المسلحين «عليهم أن يتركوا أسلحتهم وراءهم، ويخرجوا ويتم تحديد هويتهم». وأضاف أن أولئك الذين لا علاقة لهم بما اسماه الارهاب سيتم الافراج عنهم أما أولئك الذين تورطوا مع ما اسماه الجماعات الارهابية «أو الذين تلطخت أيديهم بالدماء» فسيكون أمامهم خيار المحاكمة أمام محاكم إسرائيلية أو الترحيل إلى بلد ثالث سوف يتم تحديده لاحقا. وترك شارون الباب مفتوحا أمام إمكانية عودة بعض من يتم ترحيلهم إلى الخارج إلى إسرائيل يوما ما. وقال شارون إن المواجهة في مقر عرفات يمكن حلها بمجرد أن يتم تسليم قتلة وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي للسلطات الاسرائيلية لمحاكمتهم، وزعم أن القتلة المزعومين موجودون داخل المقر مع عرفات. وابلغ الرئيس الامريكي جورج بوش رئيس الوزراء الاسرائيلي مساء الاثنين خلال محادثات هاتفية ان الانسحاب القريب للقوات الاسرائيلية من جنين ونابلس «سيزيد آفاق» السلام في المنطقة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر في سيدار رابيدس «ايوا وسط» حيث يوجد بوش ان « شارون أكد لبوش ان اسرائيل ستنسحب من جنين ونابلس خلال اسبوع»، واضاف ان «الرئيس اعتبر ان هذا الامر سيعزز افاق السلام في المنطقة». واضاف ان بوش حث شارون ايضا خلال هذه المحادثات التي استمرت 15 دقيقة على «ان يأخذ بالاعتبار الابعاد الانسانية وتحسين شروط الحياة في الضفة الغربية».