تعقيباً على ما نشر بجريدتكم الغراء عن شؤون المعلم وشجونه وما يختص به فإنني شاهدت في التلفزيون السعودي في القناة الأولى ضحى يوم الأربعاء 3-4- 1426ه لقاء أجري مع الأستاذ والمعلم عبدالرحمن بن عبدالله الطحيني وهو معلم في إحدى ابتدائيات بريدة وهو قدوة لكل معلم في اهتمامه البالغ وحرصه الكبير وعنايته الفائقة بأبنائه الطلبة.. يظهر هذا جلياً في تلك الوسائل التعليمية التي امتلأ بها الفصل الدراسي التي تكلف الآلاف، وعلى حسابه الخاص، وقد أولى هذه الوسائل جل اهتمامه لما لها من أثر فعال في تسهيل إيصال المعلومات للطلاب وتشويقهم إلى ما يأتي منها وهو في هذا مقتد بالمعلم الأول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يربي ويعلم ويستغل كل فرصة تسنح له سواء كان ذلك بالمواقف أو بما يمكنه استخدامه من وسائل ليرسخ العلم في الأذهان ويؤثر في النفوس ويتحول إلى عمل وسلوك. ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم خط في الأرض خطاً مستقيماً وخط خطوطاً صغاراً عن يمينه وشماله وقال: هذا صراط الله مستقيماً وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، وقرأ قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}. أحب المعلم الطحيني مهنته وشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه واحتسب الأجر الكبير والثواب العظيم من الكريم الوهاب سبحانه وتعالى فشمر عن ساعد الجد وتفاعل في عمله. فهذا المعلم يستحق التكريم والإشادة به في محافل الوزارة والاستفادة من تجاربه وخبراته والبحث كذلك عن الجنود المجهولين من أمثاله في مدارسنا ودور التعليم في بلادنا وتكريمهم تشجيعاً ودفعاً لهم إلى مضاعفة الجهود وبذل المزيد. ولِيقتد به كل من تقاعس أو تكاسل -لا سمح الله- أو لم يستشعر عظم المسؤولية المناطة به وخطورة التقصير فيها ولم يرعَ حق هذا الوطن وأبنائه عليه وحق تلك العقول التي تجلس أمامه كل يوم ما يزيد على خمس ساعات لعلها تجد ما ينفعها ويضيف إليها الجديد والمفيد ويربيها على ذلك العلم بالقدوة الحسنة والتوجيه الصادق. ويسرني أن أتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالتلفزيون السعودي على هذا الاهتمام بمن يبني عقول أبنائنا وينمي أفكارهم ويوجههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. أمثال هذا القدوة.. نسأل الله أن يكثر من أمثاله وهؤلاء هم الذين يستحقون أن تسلط عليهم الأضواء وأن يشاد بهم في المحافل وأن يقدمهم الإعلام للناس. والشكر موصول لجريدة (الجزيرة) على نشر هذا المقال وسواه من مقالتي المتواضعة.