حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس من إهمال تربية الناشئة وتركهم عرضة للمؤثرات الضارة التي تتسبب في انحرافهم من الفضائيات التي تبث السموم أو غرف الإنترنت أو أجهزة المحمول دونما حسيب أورقيب، مؤكدا في ذات السياق على أهمية تكوين مناعة التمييز بين الخير والشر من خلال القدوة الحسنة. وقال فضيلته: الشباب هم قوة الأمة وثروتها الحقيقة وعلى كل أحد أن يوفر لهم القدوة الحسنة وخاصة في المراحل الأولى من العمر، فهم كالفروخ في أوكارها يؤتى إليها بطعامها وشرابها، فليتق الله كل مسؤول عنهم ويبعدوهم عن الشر، وليوجههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم باستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع، فالاقتداء الحسن أهم شيء في حياة المؤمن ينير له السبيل ويثبته على الصراط المستقيم ويبين له النهاية والعاقبة الحميدة ويرفع له أعلام الخير ويوصله إلى جنات النعيم ويحميه من الخلق الباطل، والناشئة الصغار من الذكور والإناث لا يدركون من القدوة إلا ما يسمعون من الآباء والأمهات والإخوة والمعلمين والزملاء والمجتمع فإن رؤوا أو سمعوا خيرا اقتدوا بمن خالطهم فسعدوا، وإن رؤوا أو سمعوا شرا تأثروا بذلك الشر وكثيرا ما يستمر معهم طوال حياتهم. وأضاف: الإنسان في جميع مراحل عمره بحاجة للقدوة الحسنة التي يتبعها ويطبقها في حياته، ومن رحمة الله بالبشر أن أرسل إليهم الرسل يأمرونهم بالتوحيد وبكل خلق حسن " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده "، وقد جعل الله محمدا صلى الله عليه وسلم قدوة لأمة الإسلام " لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة " فقد أنعم الله عليه باجتماع خصال الخير كلها في شخصه الكريم الذي شهد له الله بكماله البشري وعظم خلقه " وإنك لعلى خلق عظيم ". وقال فضيلته: سر فضل الصحابة رضي الله عنهم بكمال اتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم ومشاهدتهم له ومعاونتهم على تمكين الدين في الأرض وجهادهم معه أعداء الإسلام وبذلهم الأموال والنفوس في سبيل الله وتطبيقهم القرآن والسنة في الأرض وهم أفضل الناس بعد النبيين عليهم السلام، وقد شهد الله ورسوله لهم بالفضل والجنة فلا يبغضهم إلا منافق زنديق قال صلى الله عليه وسلم : " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار " وإذا كان هذا في حق الأنصار فالمهاجرون من باب أولى لأن القرآن قدمهم على الأنصار، والصحابة هم من نقل الدين والواسطة بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعد الصحابة رضوان الله عليهم دونهم في الفضل.