أولت وسائل الإعلام والصحف المصرية الصادرة أمس اهتماماً كبيراً لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني إلى القاهرة ولقائه الرئيس مبارك وذلك في إطار جولة ولي العهد العربية وتصدر خبر الزيارة النشرات الإخبارية في قنوات التليفزيون المصري، حيث أكدت أن الزيارة تصب في خدمة أهداف العمل العربي المشترك، كما أبرزت الصحف زيارة ولي العهد في صدارة صفحاتها الأولى. وذكرت صحيفة (الأهرام) أن مباحثات القمة السعودية المصرية تستهدف التصدي لظاهرة الإرهاب، كما تتناول عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والموقف في سوريا ولبنان، وأشارت الصحيفة إلى تصريحات السفير أحمد عبد العزيز قطان مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية التي أكد فيها أن زيارة ولي العهد لمصر تأتي من حرصه على اطلاع الرئيس مبارك على تفاصيل ما دار في مباحثاته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس الأمريكي جورج بوش حول قضية الصراع العربي الإسرائيلي وأن أي تحرك عربي لا بد أن يكون للمملكة ومصر دور فيه حتى يتحقق له النجاح، كما أشارت الصحيفة إلى تأكيدات قطان بأن القيادتين حريصتان على التشاور والتنسيق. وفي صدارة صفحتها الأولى أبرزت صحيفة (الأخبار) القمة المصرية السعودية تحت عنوان القمة السعودية المصرية تركز على السلام مع صورة لولي العهد وأشارت إلى أن المباحثات بين الزعيمين تشمل عملية السلام في الشرق الأوسط والحفاظ على التهدئة الحالية في الأراضي الفلسطينية إلى جانب الموقف في العراق والأوضاع على الساحتين السورية واللبنانية. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التي أكد فيها أن القمة المصرية السعودية بين الرئيس حسني مبارك والأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ستركز على السلام بالشرق الأوسط، كما تتناول المباحثات الأوضاع في العراق، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين. وحملت صحيفة (الجمهورية) أيضاً في صدارة صفحتها الأولى عنوان مبارك والأمير عبد الله يبحثان في شرم الشيخ التطورات العربية وجهود تحقيق السلام بالمنطقة. وذكرت الصحيفة أن القمة المصرية تتناول تطورات الأوضاع العربية خاصة المستجدات الفلسطينية والعراقية واللبنانية وسبل دفع جهود تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وخصوصاً أن البلدين شريكان في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، كما يواجهان الإرهاب ويتصديان له من أجل الحفاظ على وحدة المسلمين والعرب، كما تتناول القمة بحق إقامة السوق العربية المشتركة وإقامة صندوق عربي للتبادل التجاري والاستثماري وسبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات. وذكرت صحيفة (المساء) التي تصدر عن دار التحرير للطباعة والنشر أن سمو الأمير عبد الله سيطلع الرئيس مبارك على نتائج مباحثاته خلال جولته الأوروبية - الأمريكية التي شملت فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. وقالت: إن الزعيمين سيبحثان التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ حتى يتحقق السلام الشامل والعادل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.. كما يناقش الزعيمان تطورات الوضع في العراق بعد تشكيل الحكومة الجديدة ومختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كما يستعرض الزعيمان العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تدعيمها في كافة المجالات.. فضلاً عن بحث نتائج الحملة على الإرهاب ومكافحته. ومن جهة أخرى بدأت تظهر ثمار زيارة جولة ولي العهد العربية، حيث تواردت الأنباء عن اتصالات جرت بين عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئاسة القمة العربية (الجزائر) بهدف تشكيل لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية. وكشفت مصادر أن اللجنة المقترحة يدور حولها مناقشات واسعة بين مصر والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، إضافة إلى ترويكا رئاسة القمة السابقة تونس والحالية الجزائر والقادمة (السودان). وأضافت المصادر أن هناك اقتراحاً بأن تعقد اللجنة المقترحة تشكيلها اجتماعاً تمهيدياً لها خلال شهر مايو الحالي بهدف الإسراع نحو التحرك لدى المجتمع الدولي وأطراف اللجنة الرباعية لتفعيل مبادرة السلام الصادرة عن قمة بيروت لأن هناك قناعة عربية بكفاءة مبادرة بيروت التي أشارت إليها خطة خريطة الطريق. ووفقاً لما يراه المراقبون أن جولة ولي العهد العربية تتصدى لما تروج له بعض القوى الدولية من وعود التغيير الديمقراطي فهذه الادعاءات ليست سوى غطاء لتمرير أهداف ومقاصد الهيمنة على المنطقة واستثمار ثرواتها مع إبقاء أبناء شعوب وكيانات الأمة كيانات ضعيفة تتستر فقط برداء الحرية من ناحية وتحقيق التفوق المطلق لإسرائيل على كل الدول العربية جميعاً من ناحية أخرى وهذا الذي تريده القوى الأجنبية لأمتنا تحت لافتات الديمقراطية الشكلية تبتعد كثيراً عمّا تطمح إليه شعوب الأمة من ضرورات الحركة نحو بناء ديمقراطية حقيقية.