الإنسان يرتكب أخطاء عديدة في حياته.. من منا لم يخطئ يوماً.. ولكن.. كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه.. الكاتب عبدالله الجعيثن كتب عن الأخطاء في حياة الكثير من الناس.. تلك الأخطاء التي تؤثر على سعادتهم.. قال: ما أعظم هذه الآية القرآنية الكريمة: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}. وما أجملها نبراساً في شؤون الدين والدنيا معاً.. من منا لا يخطئ ويزل، فإذا أتبع الإنسان سيئته حسنة.. محتها بإذن الله. وفي علاقاتنا الاجتماعية ما أحوجنا إلى استيحاء هذا الهدي الإلهي العظيم: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}. فالإنسان منا يسيء إلى الآخرين كل يوم، يخطئ على زميل أو يغضب على زوج أو يجور على صديق، أو يقسو على ولد، أو تبدو منه قطيعة أو أذى جار في معترك الحياة حيث يتعكر المزاج تارة.. وتفلت الأعصاب تارة، ويسوء الفهم مرة.. ويفلت اللسان فجأة أو يضيق الصدر من همّ آخر فنخطئ على عزيز ما يستاهل لأننا متعبون. كل هذا لا بد أن يحدث في سرى الحياة.. ولكن علاجه العظيم هو أن نتبع الحسنة السيئة فتمحوها وذلك بالكلمة الطيبة والوجه الطليق والود الصحيح والبشر والسخاء والثناء الصادق والاعتذار المخلص والتماس العذر أيضاً للآخرين حين يخطئون علينا فإنهم بشر مثلنا، يقعون في شراك الخطأ غصباً عنهم.. وتمر بهم ظروف نجهلها تجعلهم يبدون متوترين عصبيين. إن كثيراً من حالات شقاء الإنسان في حياته أو فقدانه لأصدقائه أو فشله في زواجه أو عزوفه عن العمل أيضاً، يرجع في أكثر الأحيان إلى بحثه الواهم عن الكمال، إما أن يريد الكمال في حياته جاهلاً أن الكمال المطلق لله عز وجل أو يريد الكمال في زوجه أو صديقه متجاهلاً أنه هو غير كامل وأن له أخطاءه وسيئاته وأنه ينبغي أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به. فلو عاملوه بمبدأ طلب الكمال لم يصبر عليه أحد.. إن أعقل الناس أعذرهم للناس. وهذا هو الذي يريح ويستريح ويجد السعادة الممكنة في حياته ولا يحرق أعصابه في طلب المستحيل.