هذا اسم رواية لسنا بصدد الحديث عنها، ولكننا بصدد الحديث عن نظارة سوداء اخرى يرتديها بعض المتشائمين الذين ينظرون الى نصف الكأس الفارغ، ينظرون الى عيوب الناس ولا ينظرون الى حسنات هؤلاء الناس. مع علمهم ان البشر ليسوا ملائكة، وانهم ايضا يخطئون كغيرهم من الناس. لكنها حالات تنتاب بعض الناس فلا يتخلون عن النظارة السوداء، ومن هؤلاء الاب الغاضب على احد ابنائه، فلا يتذكر سوى اخطاء ذلك الابن، متجاهلا كل جوانب الخير فيه، متناسيا الصفات الحسنة التي يتمتع بها والمواهب التي تميزه عن أقرانه. والزوج المتسلط.. لا يرى من زوجته الا الجوانب السيئة، دون ان يتذكر لحظات هنائه معها، ووفائها له وعنايتها بمنزلها واولادها وحرصها على أسرتها الصغيرة، وكذلك الزوجة المغرورة، التي لا ترى من زوجها سوى الصفات غير الحميدة، دون ان تعترف بحبه لها، وتفانيه في خدمتها، وكده وتعبه لتوفير الحياة الكريمة لها ولابنائها. هؤلاء هم أصحاب النظارة السوداء الذين يأبون التخلى عنها، فتحجب عنهم رؤية الامور على حقيقتها، فلا يبصرون الكثير من المعاني الجميلة والقيم النبيلة والصفات السامية التي يتمتع بها الآخرون.. وما ينطبق على الاب والزوج والزوجة.. ينطبق ايضا على كل انسان لا يرى الا الشوك في الورود، او كما قال القائل: ان شر النفوس في الارض نفس تتوخى قبل الرحيل الرحيلا وترى الشوك في الورود وتعمى ان ترى فوقها الندى إكليلا لو خلع هؤلاء النظارة السوداء.. نظارة التشاؤم من كل الامور، والتنافر مع الآخرين، وعدم الانسجام مع الذات.. لصلح الكثير من أمور حياتهم، وتغلبوا على الكثير من مشكلاتهم النفسية والاجتماعية. فهل يتكرم هؤلاء بخلع النظارة السوداء؟.