في مثل هذا اليوم من عام 1984م وصل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني إلى إسلام أباد في زيارة رسمية لجمهورية باكستان الاسلامية الشقيقة. وكان في استقبال سموه في مطار اسلام اباد فخامة الرئيس الباكستاني ضياء الحق وكبار المسؤولين في باكستان. وعن تلك الزيارة تحدث ل(الجزيرة) السفير السعودي في باكستان الاستاذ توفيق علم دار فقال ان تلك الزيارة (تتسم بأهمية خاصة لما للبلدين من علاقات وطيدة وثابتة حيث سيقوم سمو ولي العهد بزيارة لاسلام اباد ويلتقي خلالها بالرئيس ضياء الحق لتدارس الأمور التي تهم العالم والعالم الاسلامي بالذات حيث سيلتقي سموه ايضا والمسؤولون المرافقون بعدد من المسؤولين الباكستانيين وسيزور اللاجئين الافغان الذين ما زالت المملكة تقدم لهم العون الدائم). وعن أهم المعالم السعودية التي انشأتها المملكة في باكستان مسجد الملك فيصل الذي انشئ عام 1969م ليكون هذا المسجد نواة للجامعة الإسلامية حيث طرحت فكرته بتصميم اسلامي ورصد لانشائه 25 مليون دولار وقد انجز المشروع خلال زيارة الملك خالد رحمه الله وبزيادة قدرها 10 ملايين دولار، وتم الانتهاء من المشروع في ديسمبر 1984م وهو نواة لجامعة إسلامية بدأت تعطي ثمارها لخدمة المسلمين في باكستان. وعن المدارس السعودية في الباكستان قال السفير السعودي ل(الجزيرة) إنه توجد مدرستان واحدة في اسلام اباد وتدرس المناهج السعودية لابناء الجالية السعودية وابناء الجالية العربية وأبناء الباكستانيين الذين ينضمون لهذه المدارس تحت اشراف وزارة المعارف السعودية وعدد الطلاب بها 300 طالب واخرى في كراتشي تدرس نفس المناهج التعليمية في المرحلتين الابتدائية والاعدادية. اما عن الخدمات الصحية التي يقوم بها الدعم السعودي فهناك 6 مستوصفات في منطقة بيشاور، 3 في كويتا تخدم المهاجرين الافغان والمجاهدين في تلك المناطق كما يوجد مكتب رئيسي للهلال الاحمر السعودي في منطقة بيشاور وتحت التنفيذ الآن مستشفيان سعة 50 سريرا في كل من بيشاور ومنطقة ناصر باخ ومنطقة سرنان في كويتا وقد بدأ العلم به على نفقة الأمير سلطان بن عبد العزيز. وعن التوظيف في كراتشي قال السفير السعودي ل(الجزيرة) إنه يوجد مكتب للتوظيف في كراتشي تابع لديوان الخدمة المدنية يقوم بالتنسيق مع السلطات المحلية لاختيار الكوادر المطلوبة للعمل في القطاع الحكومي بالمملكة سواء كان فنياً أو خلافه). وسألت (الجزيرة) السفير السعودي في الباكستان عن الطلبة السعوديين فقال: يوجد عدد كبير من الطلبة السعوديين يدرسون في تخصصات الطب والهندسة وعددهم يزيد على 200 طالب منهم احدى عشرة طالبة يدرسن الطب وهناك 58 افغانياً يدرسون وستون فلسطينياً، 34 فلبينياً، 230 يمني شمالي يدرسون بالمنح السعودية). وفي ميدان التعاون في إطار اليد العاملة قال السفير السعودي قد اتفق على قواعد تنظيمية بعد زيارة معالي وكيل وزارة الداخلية لكيفية اختيار الكوادر الفنية المؤهلة بالتعاون مع السلطات الباكستانية. أما عن المساهمات السعودية في إطار التنمية الباكستانية فإن المملكة تساهم في مجالات الإنماء عن طريق التبرعات المباشرة وغير المباشرة وعن طريق البنك الإسلامي للتنمية والصندوق السعودي للتنمية. كما أن اليد العاملة الباكستانية بالمملكة وعددهم كبير يعود بالفائدة على الوضع الاقتصادي العام من حيث العملة الصعبة اثراء للاقتصاد الباكستاني. ونوّه السفير السعودي بتبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وقال إن زيارة سمو ولي العهد تأتي تتويجاً للعلاقة الكبيرة بين البلدين وهي علاقة اسلامية حميمة تهدف إلى الخير لكافة المسلمين ولأبناء البلدين الشقيقين.