قال مسؤول فرنسي بارز في مجال نزع الأسلحة إن إيران لا تحتاج إلى تطوير دائرة وقود نوويّ كاملة لكي تحقق طموحاتها النووية السلمية في مجال الطاقة. وتطالب فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران بأن تتخلى عن برنامج الوقود النووي في مقابل مزايا اقتصادية وسياسية من أجل تهدئة المخاوف الغربية من أن طهران تسعى إلى صنع قنبلة نووية.وقال فيليب كار رئيس قسم نزع التسلح في وزارة الخارجية الفرنسية إن الدول الأوروبية الثلاث تريد ضمانات موضوعية من إيران بأن برنامجها النووي لن يستخدم في أغراض عسكرية. وأضاف كار في مؤتمر صحفي بشأن مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي الذي سيعقد في الشهر المقبل في نيويورك: (نحن لا نرى في البرنامج المدني النووي الإيراني أيّ مبررات لإتقان دورة وقود (نووي) كاملة). وبعد ضغوط مكثفة من الولاياتالمتحدة على روسيا مورد الوقود النووي لإيران وافقت طهران على إعادة الوقود المستنفد الذي يخرج من مفاعلها الذي شيده الروس في بوشهر إلى روسيا. ومن المقرر أن يعمل المفاعل في عام 2006م. وأكد كار (لا نعتقد أنه لكي نشغل برنامج الطاقة النووي الإيراني المدني ستكون هناك حاجة إلى دورة وقود كاملة منفصلة). وقال دبلوماسيون أوروبيون في الأسبوع الماضي إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يحاول دفع الاتحاد الأوروبي للتخلي عن رفضه دراسة السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم. وذلك رغم مخاوف الولاياتالمتحدة وأوروبا من أن إيران يمكن أن تستخدم التكنولوجيا لصنع أسلحة نووية وهو هدف يخالف مسؤوليات إيران المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار النووي. وتقول إيران إنها تحتاج إلى التكنولوجيا النووية لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة لاقتصادها وتنفي أن تكون لها طموحات نووية. وعلقت برامج تخصيب اليورانيوم لديها في انتظار إجراء محادثات مع دول الاتحاد الأوروبي الثلاث ولكنها ترفض التخلي عنها بصفة نهائية. وتبذل إيران جهوداً لكي يسمح لها بالعودة إلى برنامجها الكامل للتخصيب الذي ستراقبه الوكالة الدولية للطاقة النووية عن كثب. وقال كار: (علينا أن نفحص (الاقتراحات) بقدر كبير من التفصيل وألا نستبق الحكم على وجهة النظر الخاصة بها). وما زال على إيران أن تبدد الشكوك بشأن خططها النووية. وزعم دبلوماسيون أن إيران لا تتعاون على الوجه الأكمل مع تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اجتماعات المسؤولين الإيرانيين مع من سماهم أولئك الدبلوماسيون بمهربين مرتبطين بعبد القدير خان أبي القنبلة النووية الباكستانية. وقال دبلوماسيون إن الاجتماعات التي عقدت في عامي 1987 و1994 ربما تكشف ما إذا كان برنامج إيران يهدف في الأساس إلى إنتاج الكهرباء أو قنبلة نووية كما تزعم واشنطن. وقال جان باتيست ماتي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن فرنسا التي تنتج الجانب الأكبر من الكهرباء فيها من خلال الطاقة النووية تريد أن تعزز معاهدة حظر الانتشار النووي في مؤتمر المراجعة الذي يعقد بين يومي 2 و27 مايو أيار. وتريد فرنسا من مصدري الطاقة النووية أن يتحملوا المزيد من المسؤولية عن المكان الذي تتجه إليه صادراتهم ولا سيما فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم ومعالجة الوقود المستنفد. ودعمت باريس أيضاً المزيد من ضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا سيما من خلال البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي الذي ينص على عمليات تفتيش مفاجئة يقوم بها مفتشو الوكالة للمواقع النووية. وقال ماتي إن فرنسا تريد أيضا من المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات أكثر حزما لمعاقبة مخالفة المعاهدة وإسناد دور أكبر لمجلس الأمن.