أفادت النتائج النهائية أن الزعيم الباسكي خوان خوسيه ايبارتكس أخفق في حشد تأييد الناخبين لسعيه من أجل الاستقلال الفعلي لإقليم الباسك الشمالي في إسبانيا حيث حصل على 29 مقعدا فقط في برلمان الإقليم المؤلف من 75 مقعداً. وخسر الحزب القومي لإقليم الباسك الذي يتزعمه ايبارتكس وحليفه القومي الأصغر (إي. أيه) أربعة مقاعد ومن ثم لم يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلقة التي كان يسعى إليها أملا في أن يرغم رئيس الوزراء الاشتراكي خوسيه لويس رودريجويز ثاباتيرو على إجراء مفاوضات بشأن خطة الاستقلال لإقليم الباسك والتي تعارضها مدريد .. وحصل الاشتراكيون المعارضون للاستقلال والمحافظون على 19 و15 مقعدا على التوالي. وتغلب الاشتراكيون بزعامة ثاباتيرو على المحافظين باعتبارهم ثاني أقوى حزب في البلاد حيث حصلوا على خمسة مقاعد إضافية بالمقارنة مع عدد المقاعد التي حصلوا عليه في انتخابات عام 2001 في حين خسر الحزب الشعبي المحافظ أربعة مقاعد. وكان ايبارتكس أعلن فوز الحزب القومي لإقليم الباسك الذي يتزعمه وتعهد بإجراء محادثات مع ثاباتيرو وأحزاب الباسك بشأن تقرير المصير بيْد أن محللين قالوا إن افتقاره إلى الأغلبية سوف يجعل من الصعب بالنسبة له المضي قدما في خطته لنيل الاستقلال الفعلي للإقليم. ويذكر أن ثاباتيرو عرض مفهوما أوسع حول الحكم الذاتي كبديل لخطة الاستقلال وذلك في حال تأييد ثلثي الاعضاء الباسكيين في البرلمان هذا الاقتراح البديل. ويعتقد أن الوطنيين المعتدلين بزعامة ايبارتكس خسروا العديد من الأصوات لصالح الحزب الشيوعي لأراضي الباسك وهو حزب مغمور تأسس قبل ثلاثة أعوام وظهر كبديل عن حزب باتاسونا الانفصالي المحظور في عام 2003 كجناح سياسي لجماعة ايتا الانفصالية. وحصل الحزب الشيوعي لأراضي الباسك على تسعة مقاعد بزيادة مقعدين عن عدد المقاعد التي كان يشغلها باتاسونا في البرلمان السابق. وكان باتاسونا دعا مؤيديه إلى التصويت لصالح الحزب الشيوعي لأراضي الباسك الذي فشلت أسبانيا في حظره لعدم وجود دليل واضح على صلته بحزب باتاسونا. وتعهد مايتي أرنابورو ممثل الحزب الشيوعي لأراضي الباسك بإسماع صوت أعضاء الحزب الذي تعتبره الحكومة غير قانوني في برلمان الباسك. ويذكر أن الحملة الانتخابية هذه المرة كانت الثانية التي تمر دون حوادث عنف من جانب منظمة ايتا الانفصالية المسؤولة عن مقتل ما يربو على 800 شخص في حملتها المسلحة من أجل الاستقلال منذ عام 1968م .. غير أن المنظمة التي باتت منهكة بفعل الحملات التي شنتها الشرطة ضدها لم تشن أية هجمات منذ عامين تقريبا. وينظر إلى المكاسب التي حققها الاشتراكيون على أنها نتيجة للسياسات التصالحية التي انتهجتها حكومة ثاباتيرو التي مضى عليها عام في السلطة وهي السياسات التي تعارضت مع الخط المتشدد للحكومة المحافظة التي كان يرأسها رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا أثنار .. فقد وافق ثاباتيرو على تحديث الحكم الذاتي لإقليم الباسك بيْد أنه رفض إجراء محادثات مع منظمة ايتا أو مع باتاسونا ما لم يتخليا عن العنف ويدينانه. وقال محللون إن نتيجة الانتخابات وضعت إيبارتكس في موقف صعب لأنه ربما يتعين عليه المشاركة في الحكم بالتعاون مع الاشتراكيين الذين يعارضون خطته بشأن الاستقلال أو بالتعاون مع الحزب الشيوعي لأراضي الباسك الذي لا تتفق مبادئه كثيرا بشأن ديكتاتورية البروليتارية مع مبادئ الحزب الشيوعي المحافظ. يذكر أن خطة إيبارتكس تسعى إلى تحويل الحكم الذاتي المطبق حاليا في الإقليم إلى وضع قريب من الاستقلال .. وتقترح الخطة (اتحادا حرا) بين إسبانيا والمنطقة التي يقطنها 1.2 مليون نسمة والتي قد يكون لها بموجب هذا الوضع قضاء مستقل وقوانين جنسية وتمثيل في المؤسسات الأوروبية. ويقول إيبارتكس إن الخطة ستنهي العنف بالإقليم فيما تخشى إسبانيا من أنها ربما تفجر دعاوى استقلال مماثلة في مناطق أخرى مما يهدد بدوره الوحدة الوطنية.