في مثل هذا اليوم من عام 1923 أصبح سلطان مصر فؤاد ملكاً على مصر. وهو الملك فؤاد الأول ابن إسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا الذي حكم مصر من أكتوبر1917 إلى أن توفي في إبريل 1936 (سلطان ثم ملك). ولد عام 1868 ابن إسماعيل والشقيق الأصغر للسلطان حسين قررت إنجلترا أن يكون خليفته على عرش سلطنة مصر، قامت في عهده ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر بمقتضى تصريح فبراير 1922 الذي اعترفت فيه انجلترا بمصر دولة مستقلة ذات سيادة مع تحفظات، وفي مارس 1922 أصدر السلطان فؤاد أمرا يعلن فيه نفسه ملكا على مصر ثم أصدر الدستور في إبريل من نفس السنة ثم افتتح البرلمان الجديد في 1924وتألفت في عهده أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول. وهناك قصة طريفة تتصل بالملك فؤاد حيث كان الأمير أحمد فؤاد الأخ الأصغر للسلطان حسين كامل آخر من كان يمكن توليته عرش مصر فلم يكن له وزن بين الأمراء وكان يتمتع بكراهية خاصة من المصريين ولم تكن له شعبية وكان يتكلم الإيطالية أفضل من العربية وعاش طفولته وصباه في إيطاليا وظل أكثر من اثنين وعشرين عاما صعلوكا فقيرا دائم الاستدانة مائدته مليئة دوما بالنساء. وكان إدريس الأقصري يعمل في معية هذا الأمير وقال له ذات يوم أبشر (لقد حلمت بأنك ستكون ملك مصر وستلبس التاج وتجلس على العرش). هنا نهض الأمير فؤاد وضحك ووعد إدريس خيراً إن تحقق حلمه وكان حلما بعيد المنال وكان الإنجليز وراء الكواليس يبحثون عن صعلوك يولونه عرش مصر ويدير دفة الحكم لصالحهم ووجدوا في فؤاد ضالتهم فهو الوحيد من وجهة نظرهم الذي يمكن أن يخدم امبراطوريتهم ويحركونه كما يشاءون فنصبوه في غفلة من التاريخ سلطانا على مصر ثم ملكا عليها وجعلوا الملك وراثيا في أسرته.