ارتدت فستانها وأتت لتأخذ رأي زوجها فيه، أخذ الزوج يتأمل فستان زوجته ولكنه مع الأسف لم يعجبه. قالت الزوجة مستغربة: مالك يا زوجي العزيز ألا تملك إجابة، لتقول لي رأيك فيه؟ قال الزوج: حسناً لقد طلبت أن أقول رأيي فيه وبكل صراحة انه.. انه.. لا يناسبك - يا زوجتي.. لا تغضبي.. طلبت أن أبدى رأيي، أرى أن ثوبك الآخر أجمل منه بكثير وهو يناسبك أكثر من هذا. قالت الزوجة ضاحكة وباستهزاء: عفوك يا عزيزي أن ما زلت لا تفهم شيئاً فستاني هذا تدعى أنه لا يناسبني، هو موديل هذا العام.. أقصد موضة جديدة وذلك الذي تدعي أنه أجمل منه ويناسبني أكثر موضة قديمة، أرأيت أنك لا تفهم شيئاً عن الموضة ولكن حسناً.. بكم تقدر ثمنه إنه لم يكلف مبلغاً كبيراً.. قال: إياك أن تقولي: إنه كلف مائة ريال. قالت: مائة ريال لموضة جديدة..؟ إنه كلف مائتي ريال فقط. قال وهو يحاول التجلد: لا شك أنك جننت.. أهذا الفستان التافه بمئتي ريال لا يعقل هذا.. ثم من أين لي أن آتيك بثمنه..؟ قالت غاضبة: أتريدني أضحوكة بين جاراتي.. ماذا يقلن عني إذا لم اتبع الموضة التي يتبعنها؟ قال: وماذا يهمك من جاراتك إن قلن أو لم يقلن.. تعقلي وارحميني وقدري ظروفي، ولو كنت وضعتي هذه المئتي ريال في أشياء معقولة لشكرتك وقدمت لك المبلغ بكل طيبة خاطر حتى ولو استدنت هذه النقود.. أما أنك تصرفينها على ثوب غير جميل ولا يليق بك. قاطعته قائلة: المهم أن اتبع الموضة وكفى.. قال: حسناً افهميني.. أتريدين أن يرونك الناس بفستان يرتاحون لك به أو بآخر لا يناسبك فماذا تقولين..؟ قالت: أقول وقد قلت إني اتبع الموضة وكفى. قال: لكن أنا زوجك. ألا تقدرين شعوري.. إنني أرى أن هذا الفستان لا يناسبك فكيف ترتدين شيئاً لا يناسبك.. ثم أخير لك أن يقال عنك أنك لا تتبعين الموضة، أو يقال إنك تلبسين ما لا يناسبك، مما تدعين أنها الموضة..؟ قالت متذمرة: آه.. انك تقول ذلك كلّه حتى تتخلص من إعطائي قيمة الفستان.. قال: لها أبداً وإنما أرشدك إلى الطريق الصحيح.. ألم تطلبي ثلاجة وأحضرتها لك ألم تطلبي غسالة وأحضرتها.. ألم تطلبي وتطلبي.. وجميع طلباتك أحضرها لك ونصف قيمة هذه الأشياء لم أسددها لأصحابها حتى الآن لأنني أعرف أن هذه الأشياء ضرورية ومعقولة ولا بد منها. قالت الزوجة متهربة من الإجابة: حسناً. تنسى أنك تأخرت عن عملك.. عاد الزوج من عمله ليجد زوجته أعدت له الملوخية بطريقة لم يعتدها. سألها: لماذا الملوخية اليوم هكذا.. لقد كنت تعدينها بأحسن من هذه الطريقة.. وأنت تعلمين أنني أفضلها دائماً مفرومة، واليوم تطبخينها دون أن تفرميها.. قالت مستهزئة: لقد عدت لتكملة محاضرتك التي ألقيتها الصبح.. لماذا لا تأكل وتسكت.. كل شيء وتلقى بدلوك فيه.. والطريقة التي كنت تحبها في إعداد الملوخية، انها طريقة انتهى أمرها. قال: ماذا تقصدين..؟ قالت: أقصد أن جاراتي تركن تلك الطريقة.. قاطعها قائلاً: بل قولي إن تلك الطريقة موضة قديمة، وانتهت وهذه موضة جديدة.. لا شك أنك ستقولين ذلك دون محالة.. لقد ضقت ذرعاً بتصرفاتك.. بالأمس ترتدين ثوباً قبيحاً وتقولين موضة جديدة.. واليوم تخلقين موضة جديدة في إعداد الملوخية وغدا لا شك بأنك لن تطبخي وتقولين الطبخ موضة قديمة وانتهى أمرها ألا تري أن في تصرفاتك هذه الأشياء تدعو إلى السخرية والضحك لا يجب أن تقلدي الناس فيما يفعلون دون حكمة ولا تعقل، يجب عليك أن تقلديهم في الشيء النافع فقط.. ولكن الزوجة ثارت ثائرتها ولم تمهل زوجها حتى يكمل حديثه قالت: المهم أن أفعل ما أريد والموضة سأتبعها في كل شيء ولن تستطيع منعي أبداً.. هل فهمت..؟ فبادرها زوجها قائلاً: حسناً وأنا.. أنا سوف أتبع الموضة مثلما تتبعينها وستكون جديدة من نوعها.. سأتركك وأتزوج من امرأة أخرى عاقلة، فلقد أصبحت موضة قديمة.