أظهر استطلاع أجرته صحيفة إسرائيلية ونشر أمس الاثنين أن أغلبية ضئيلة من الإسرائيليين تؤيد خطة إرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي للانسحاب من قطاع غزة المحتل الأسبوع المقبل رغم الاستقالة المفاجئة لمنافسه الرئيسي في الحكومة وزير المالية بنيامين نتنياهو احتجاجاً على الانسحاب. واستقال نتنياهو الذي يتمتع بثقة السوق والخصم الرئيسي لشارون داخل حزب الليكود اليميني الحاكم أول أمس الأحد قبيل التصديق النهائي لمجلس الوزراء على خطة شارون (لفك الارتباط) مع الفلسطينيين احتجاجاً على رؤية شارون قائلاً إنها ستضر الأمن الإسرائيلي. ويرحب الفلسطينيون بالانسحاب لكنهم يشكون في أن شارون سيستغله من أجل تشديد قبضة إسرائيل على مستوطنات الضفة الغربية الأكبر. ولن تؤثر الخطة إلا على أقل من أربعة في المئة من المستوطنين البالغ عددهم 240 ألف مستوطن. ومقابل الانسحاب من غزة سيحتفظ شارون بالكيانات الاستيطانية الكبرى في الضفة وقد وجد تأييداً بهذا الصدد من الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وزعم نتنياهو في خطاب استقالته الانسحاب الاحادي من دون أي شيء في المقابل ليس هو الطريق. لا يمكنني أن أكون جزءاً من هذه الخطوة غير المسؤولة التي تقسم الشعب وتضر بأمن اسرائيل وستمثل خطرا في المستقبل على وحدة القدس. وينظر المحللون السياسيون إلى خطوة استقالة نتنياهو على انها مقدمة لمنافسة شارون على رئاسة الحكومة وزعامة الحزب. ومن المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل المرحلة الأولى للإجلاء القسري للمستوطنين الذين يرفضون الرحيل طوعاً.وسيتم إخلاء 21 مستوطنة في قطاع غزة إلى جانب أربع من بين 120 مستوطنة بالضفة الغربية. وطالما عارض نتنياهو خطة شارون التي تدعمها أغلبية ضئيلة من الإسرائيليين، لكن يعتبرها المعارضون اليمينيون تخلياً عما يسمونه حقاً توراتيا في الأرض وإذعاناً للانتفاضة الفلسطينية. وتميل تحليلات عديدة إلى قوة الانتفاضة في هذا الصدد فهي جعلت من الحفاظ على الأمن أمراً مكلفاً بالنسبة لإسرائيل، ومن ثم فقد فضّلت إسرائيل الانسحاب على الخسائر المتلاحقة.. لكن استقالة نتنياهو وهو رئيس وزراء سابق ويتمتع بشعبية داخل الليكود جاءت متأخرة لتمنع الموافقة النهائية للحكومة الإسرائيلية على الانسحاب الذي يبدأ في 15 اغسطس آب.. وأعطى مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد موافقته النهائية على المرحلة الأولى من عملية إخلاء مستوطنات قطاع غزة. وصدق المجلس لصالح اقرار المرحلة الاولى من الانسحاب بأغلبية 17 صوتا مقابل رفض خمسة أصوات. وتشمل هذه المرحلة الانسحاب من مستوطنات كفار داروم ونتساريم وموراج وهي مستوطنات يتوقع أن تكون المقاومة للاجلاء فيها شديدة. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت كبرى الصحف الاسرائيلية ان تأييد الاسرائيليين لخطة الانسحاب من غزة ومن جزء صغير من الضفة الغربية وهي اراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 تراجع قليلا بعد استقالة نتنياهو التي هزت الاسواق المحلية. وخلص الاستطلاع إلى ان 55 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون الانسحاب بانخفاض عن 58 في المئة في الاستطلاع السابق الذي لم تحدد له تاريخاً.وانخفضت مؤشرات الأسهم المحلية بأكثر من ثلاثة في المئة عقب اعلان نبأ استقالة نتنياهو رغم أن الاسواق بصفة عامة تفضل أيضاً الانسحاب من غزة. وأظهر الاستطلاع ان عدد المعارضين للخطة ارتفع من 35 في المئة إلى 39 في المئة بينما لم يحسم ستة في المئة من المشاركين وعددهم 500 رأيهم بعد.وامتدح مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية (ييشع) نتنياهو (لإظهاره مسؤولية وزعامة قومية بقراره عدم تقديم يد العون لاجتثاث المجتمعات اليهودية تشجيعاً للإرهاب)، على حد تعبير تلك المنظمات.. ويتوقع على نطاق واسع أن ينافس نتنياهو (55 عاماً) الذي كان رئيساً للوزراء قبل شارون (77 عاماً) على الزعامة في مرحلة ما بعد الانسحاب ويمكن أن يستفيد من دعم معارضي الانسحاب من غزة، لكن استطلاعاً منفصلاً أظهر أن شارون يقف على ارض صلبة في الليكود. وعين شارون احد انصاره في الحزب هو نائب رئيس الوزراء ايهود اولمرت خلفا لنتنياهو. وقال مكتب شارون في بيان ان رئيس الوزراء أبلغ الوزير اولمرت أن يواصل السياسة النقدية وأن يرفع ميزانية الدولة كي توافق عليها الحكومة يوم الثلاثاء كما هو مقرر. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة معاريف لآراء ناخبي حزب ليكود ان 51 في المئة يرون ان شارون هو مرشحهم المفضل لرئاسة الحكومة في الانتخابات المتوقعة العام المقبل.. بينما أيد نتنياهو 34 في المئة.