تعقيباً على ما كتبه الأخ سليمان العقيلي بعنوان: (الجزيرة سحرتني) فأقول له صدقت وبررت ونطقت بالوفاء، وأثرت أشجاني وأشواقي عن محبوبة الجميع ومعشوقة الكل (الجزيرة) التي لها حضور قوي في المجتمع وصوت يدوي في جنبات الوطن وقبول يتنامى بين المواطنين لا تزيده الأيام إلا تماسكاً وتلاحماً مع هذه الصحيفة المتميزة بكل ما تعنيه الكلمة. ولسان حال العاملين فيها يقول (عندنا الجديد والمفيد) ولست من المتخصصين في الإعلام أو الصحافة وإنما أنا قارئ أقول مشاعري تجاه جريدة القراء وصحيفة الوطن والمواطن التي أبدعت أيما إبداع في ربط القارئ بالصحيفة وجعلته شيئاً منها، وجزءًا من تركيبتها ولبنة في بنائها الجميل ينتمي إليها ويهواها.. فهي المتنفس لآرائه ورؤاه، والميدان الفسيح لصولاته وجولاته والمستقر الأمين لمقالاته وتعقيباته، عبر الرأي يبدي رأيه وينشر فكرته، ومن خلال عزيزتي يداخل ويعقب ويوافق ويخالف ويقول للمحسن أحسنت وللمسيء عفواً (المخطئ) أظنك أخطأت ولعل ما لاحظته عليك سبق قلم وهفوة عابرة وكبوة جواد بأدب راقٍ وتوقير واحترام لآراء القراء، وبرفق فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شأنه. لا أكون مجاملاً ولا أرى نفسي مبالغاً إن قلت إن الجزيرة مدرستنا نحن معاشر القراء، علَّمتنا كيف نكتب وبأي أسلوب نعبِّر عن آرائنا وأفكارنا من خلال مشاركتنا المتواضعة، تعلّمنا كيف نختار الكلمات وننتقي العبارات، بل جعلتنا على ارتباط وثيق بالقلم والكتاب، نشرت ما نكتب وكانت نعم الوسيط بيننا وبين المجتمع تبلغهم أفكارنا ونصائحنا ومشاعرنا، تعلمنا منها النقد الهادف البناء والحوار بعيداً عن الجدل والمراء ولكنني أستأذنكم جميعاً لأنتقل مباشرة إلى الحديث عن شواطئ (الجزيرة) الجميلة، تلك الشواطئ الزاهية التي تجذبك للنظر إليها والتأمل فيها والاستمتاع بحسنها وبهائها فهي في الجمال كألوان الطيف ويحق لي أن أقول (شواطئ غير).. نعم عندما تقرأها يوم الجمعة يوم الروحانية والعبادة والفراغ والإجازة تملأ فراغك بالمتعة والفائدة فالقارئ لها يستمتع بلذة العلم وجمال الفكر وحلاوة التنوع والثقافة العالية والإبداع الوثاب إلى المعالي والفكر الراقي ويلمس لذة التنقل من بين روضات العلوم والمعارف من روضة إلى أخرى ومن بستان إلى ما يجاوره فيقطف من كل بستان زهرة فتنتهي رحلته ونفسه منشرحة وعقله قد أخذ نصيباً كبيراً وحظاً وافراً من غذائه المتنوع الذي هو بأمس الحاجة إليه ولا غنى عنه كما لا غنى له عن الماء والهواء، فما أسعدك يا قارئ شواطئ وقد حذت كماً من المعلومات المتنوعة بأسهل السبل وأيسر الطرق وأمتعها، معلومات عن الماضي والحاضر في العلوم الإنسانية والنفسية والاجتماعية في السير والتاريخ وما لذ وطاب من أصناف العلوم والمعارف. وأقترح وأتمنى أن تجمع شواطئ ويلم شملها في كتاب فما أحسن اجتماع هذه الكنوز العظيمة واللؤلؤ والمرجان ودرر الفوائد الحسان وسيكون مشروعاً فكرياً ناجحاً كنجاح (الجزيرة) وأعماقها وشواطئها بإذن الله تعالى.