إن التعامل مع التعقيب بسلبية احد المظاهر والحقائق على حد قولك: (تعقيب وخر بس اشوي)، والمسلم الواضح يتعامل بإيجابية مع مجتمعه، وهكذا الأمل فماذا نفعل؟ إن التعقيب جدا مهم كيف لا ونحن أمة التوبة والداعين إليها!!، إن التعقيب (مراجعات يقصد منها التصحيح) كما نادى بها الفضلاء، وليست لأغراض اخرى وهكذا الأمل، وعزيزتي الجزيرة قديمة ومهمة وقدوة فهل ندرك اهمية ما تقوم به؟ ونظرة عابرة للصحف تؤكد لك ان جريدة الجزيرة شبه الوحيدة التي خصصت مكانا للمراجعة والتعقيب كما وكيفا، صفحة للتصحيح والتوضيح والتواصل لا تنقطع ابدا ولا يقتطع منها للإعلانات التجارية ولا لغيرها من المنشور الصحفي، وبحجم وقدر احترام جمهور قرائها وكتَّابها تتشكل عنها الفكرة بل الأفكار؟ ويحق لكل من تعامل معها ان يعلق على فعلها بكل وضوح ولو اضطره لأسلوب (واصباحاه)، إنا نصبح ونمسي ونحن بحاجة الى لغة غير معقدة للحديث عن مشاكلنا، ليسأل كل واحد منا نفسه معشر أصحاب القلم ممن يكتب في مشاكل الناس هل لغتي معقدة؟ أم أنها تحتاج إلى معجم في اللغة العربية ورجوع إلى خبير؟، بقدر الإجابة تتحدد اهمية البساطة والوضوح والصراحة، كم نحن بحاجة الى من يكتب بقوة في الوصف والحل أيضا، والمتأمل فيما يكتب في الصحافة يرى (أنه لا جديد) في ساحة المشاكل الاجتماعية وغيرها على مستوى الحلول المطروحة بقدر ما هو وصفها وأكرر بقدر ما هو وصفها، كم موضوع كتب عنه العشرات تكاد الإسطوانة لا تتغير فقط أسلوب العرض، بعرض البعض حقيقة ما يكتب كله جديد، مشاكلنا لا تراوح مكانها وهي تنخر فينا منذ امد يؤججها تعميم البعض المخل وتخصيص البعض الظالم إلا ما رحم ربي، لا حلول كثيرة بقدر الوصف قائمة دائمة متناسقة مع معطيات العصر إلا ما تيسر، نختلف ولا نستثمر التقنية إلا فيما يعزز اختلافنا إلا ما رحم ربي، وأقصد الموازنة في كل شيء ومنه الموازنة بين الوصف والحل كما وكيفاً أو قل كيفا ودع الناس يعبرون!! من الضروري الوقوف مع بعض لحمة واحدة نرضي فئات المجتمع دون ان نلجأ دائما وأبدا الى أؤيدك وأخالفك، وعلى المخالف والناقد أن يقدم حلا، ان ينشد كمالا، ان يعرض مشروعا، لقد مللنا من الشكوى ومن الدفاع وقد اصبحا مرضاً)، لنكون لحمة اجتماع مشيرين بإصبع واحدة هذا خطأ وهذا صواب إن كانا كذلك، لن تنفع العواطف ولا الحلول الخيالية والالزامية المرفوضة لدى بعضنا او تلك التعسفية، وعلى الصحف ان تبادر إلى توسيع دائرة المراجعة لمن يريد ان يعدِّل او يصوِّب أو أن يقترح ولو كان بنظر الغير فقيرا فالإبداع في علم الإدارة يبدأ بالتشجيع وقبول كل فكرة وقول: أحسنت، شكرا لك، وأرى أن تخصص الجزيرة عمودا (زاوية) يومية خاصة لمن يعاود ويطرح المشكلة والحل بأسماء تدل على امتهان ذلك: نقد وتوجيه، للتعقيب فقط، صديق عزيزتي، وتكون للمتواصلين وكل ومجهوده وعموم عزيزتي الجزيرة لعموم الرواد ولا أقول الذين يظهرون بقلة، ومن تذبل حلوله يجهز له نعش خروج إلى ساحة الوصف وإلى ساحة التعقيب العامة، واذا تعددت الأصوات على امر ما في وسط جمهور متفاعل فسنحصد ما زرعت فلننظر ما زرعنا ولنراجع دوما زرعنا، اما التعقيبات الرسمية فأرى ان يكون لها مكانا خاصا بها تحت منشور صفحة وطن ومواطن وأن يخصص لها محررا مسؤولا ينافح ويعارض إذا كذب المواطن ولا ينشر التكذيب ابدا إذا ورده من العلاقات الإعلامية الرسمية إلا إذا كان صادقا أو موافقا وبمداراة ايضا وبعد البيان الكامل، كل كلام منشور تنقصه النظرة الشرعية فهو اولى ما يناقش سلبا أو إيجابا!!. وسنرى ما معنى إيجابا في مقال قادم؟ شاكر بن صالح السليم معلم حبيب بن مسلمة المتوسطة ببويب الرياض