حينما تقف أمام نفسك متسائلاً: هل أتقدّم لترشيح نفسي كمرشح.. فإنك أمام خيارات متعددة قد تعود تشعباتها إلى نوعية شخصيتك وما تضمره في نفسك من أمور لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. وستقف وجهاً لوجه أمام ذاتك الداخلية أمام محك حقيقي فيما ستقدِّمه وهل ستستحق فعلاً أن تكون ممثلاً لأمة تضع نصب عينيها بكل آمالها وتطلعاتها في أن تحقق الكثير من الآمال والرغبات التي يوكلون تنفيذها لك. حتماً إنك ستشعر بالرهبة التي لن تنتاب إلا قلة غيرك تشعر بعظم المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقك في تحقيق كل ما تتطلع له شرائح مجتمعك بكل تناقضاتها وتعدد آرائها، وقبل هذا وذاك أمام نفسك في عظم الاختيار في المغامرة التي ستخوضها في غمار سباق محموم تتوق فيه إلى وسيلة إعلامية نافذة إلى قلوب أولئك لكي تشرح ما تصبو إليه في حقيقة خوضك هذا الغمار العظيم في جوهره. أنت في وطن معطاء استطاع في حقبة تاريخية أشبه بالمعجزة أن يحقق لمجتمع كبير الكثير من المعجزات.. وأنت في اختيارك هذه المكانة ستكون عجلة لا بد أن تكون فعَّالة في تحقيق الكثير من آمال قادته وولاة أمره في سبيل مشاركة فعَّالة في مسؤولية العطاء والبناء والتعمير والنهوض بمجتمع يرقى ويسمو إلى مصاف عظيمة بين أمم هذه الأرض. إنك تقف أمام جمع كبير مشدوهاً كيف تختار الوسيلة التي تستطيع أن تصوغها بمفردة نادرة تتأقلم في إيصال أهدافك أياً كانت في سبيل إيضاح مدى تحملك عبء مسؤولية أن تلقي على عاتقك الاختيار الذي اخترته في أن تكون لبنة قوية ودعامة تسند هذا البناء الكبير الذي يفترض أن يكون الجميع فيه لبنات تبني لأجل الغد. باعتقادي أن المسؤولية الجسيمة تقع قبل الترشيح على المواطن فهو الذي يجسد باختياره المرشح الذي يتوسم فيه أن يتجرد من ذاته في سبيل أن يسعى جاهداً لتحقيق المبتغى والمرجو من أن يكون لسان وصوت المواطن في سبيل أن يسعى إلى العمل الأفضل في حدود إمكانياته وأطروحاته للبناء والسعي للمصلحة الشاملة والعامة للمواطن والوطن، ينظر إلى الجميع بسواء في كل ما يهدف إليه من إيجاد الفرص المتاحة لاستثمار ما توفره الدولة للبناء ورسم المستقبل في أطر تبقى راسخة تخدم كل أجيال الحاضر والمستقبل. المواطن وحده يتحمل مسؤولية الاختيار الصحيح لمرشحه أياً كان والابتعاد عن التعصبية والتكتلية التي أدت بكثير من الشعوب إلى التخلّف والتأخر والهدم. إن الفرصة ثمينة أمام المواطن الواعي الذي يحلم بتوفر كل إمكانيات الرخاء والاستقرار والرفاهية والبناء ومواكبة التطور الحضاري الذي تهدف حكومتنا الرشيدة إلى أن يعيشه كل مواطن في أي بقعة كانت من بلادنا الغالية. إنها حقاً فرصة المواطن في تحمل مسؤوليته الحقيقية في اختيار مرشحه الذي يسعى ظاهراً وباطناً في تطور مدينته أو محافظته أو منطقته ومجتمعه. المجالس البلدية أنموذج من المشاركة الفعَّالة بين المواطن والمسؤول في اختيار الأصلح والأنسب لماهية حياته وكيفية اختياره لنمط الخدمات الممكن إتاحتها في سبيل أن يستفيد منها المجتمع والوطن. وطننا يجسِّد دليلاً ناصعاً في أسمى معانيه في المشاركة الاجتماعية البنَّاءة والفاعلة في سبيل بناء الأرض والإنسان في وطن المجد والعزة والسؤدد. وطننا اليوم يخوض تجربة نتمنى أن نشارك في دعامة أسسها لتبقى نبراساً لأجيالنا القادمة للتلاحم والتكاتف في سبيل أن نرقى إلى الهدف السامي للبناء الجاد، فثراء هذا الوطن ممزوج بماض مجيد وحاضر مزدهر ومستقبل نحلم أن نسعى جميعاً ليكون مشرقاً يواكب كل إيجابيات العصر. إن اختيارنا المرشح يضعنا أمام مسؤولية جسيمة أمام الله ثم أنفسنا ثم وطننا ومجتمعنا. (*) العضو المؤسس لنادي الجوف الأدبي عضو هيئة الصحفيين السعوديين