التقت (الجزيرة) وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على هامش القمة العربية بالجزائر، وسألته حول اللقاء الذي جمع الرئيس غازي الياور برئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز، خاصة في ظل توتر العلاقات بين الطرفيين وسحب السفير الأردني من بغداد. ورد زيباري أن اللقاء تناول التطورات الأخيرة بين عمانوبغداد التي أسفرت عن السحب المتبادل لسفيري البلدين، وأن الجانب العراقي أكد سعيه الحثيث لمعالجة هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن واحتواء الوضع، ووصف اللقاء الذي تم ب (الأخوي والطيّب والبنّاء). زيباري الذي يشارك في الوفد العراقي بالقمة السابعة عشرة لمجلس الجامعة العربية على مستوى القادة، شدَّد على أن ليس لدى العراق نوايا في تأزيم أو تصعيد العلاقة القومية القوية والمتميزة بين الشعبين الشقيقين إطلاقاً. موضحاً في هذا السياق أن استدعاء السفير العراقي عطا عبد الوهاب إلى بغداد إنما يهدف إلى التشاور معه، وأنه حالما يعود هو والوفد العراقي المشارك في القمة إلى العراق سنستطلع منه طبيعة الأوضاع. وأحال زيباري الأحداث الأخيرة التي أثارت توتراً في العلاقات بين بغدادوعمان إلى ما نشر في بعض الصحف الأردنية، مما أثار غضب (الشارع العراقي) وولَّد شعوراً بالمرارة والألم. وأكَّد أن الحكومة العراقية (ترغب في احتواء هذا الشعور من خلال معالجة الأمور بصورة هادئة وغير انفعالية)، مبدياً تصميمه على معالجة الوضع بهذه الروح والرؤية المنفتحة. وسألته (الجزيرة) حول مطالب بغداد تجاه عمان، فأجاب بالقول: بعد أن نستمع إلى آراء سفيرنا الموجود حالياً في بغداد يمكننا التحدث في هذا الخصوص. غير أنه استدرك بالقول: مطلبنا الوحيد من الأردن الشقيق هو مساعدتنا في هذه المرحلة الحرجة، من واقع المواقف القومية والأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين. متمنياً أن يتفهم الأردنيون نفسية الشعب العراقي وحساسياته أيضاً، وأن لا يسمحوا بأي محاولة للاستخفاف بمشاعر العراقيين أو بأرواحهم من خلال ما يكتب في الصحف. مؤكداً في الوقت ذاته أن الحكومة العراقية لا تحمل نظيرتها الأردنية مسؤولية هذا العمل (تفجير الحلة والأخبار التي نقلت عن احتفال عائلة الأردني الذي قيل أنه نفذها باستشهاده) وإن عبّر عن اعتقاده بإمكان اتخاذ بعض الإجراءات لمنع حدوث مثيله مستقبلاً.