انتهى موسم حج سنة 1425ه وتحدث عنه العديد من الحجاج مواطنين وغير مواطنين. وسأركز هنا على ما قاله المسؤولون غير السعوديين وما نشرته الصحف المحلية من تصريحات لأن نجاح الحج لهذا العام كان مفخرة للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا لعدة أسباب منها: 1- عدد الحجج لم يكن مسبوقاً ولم يبلغ العدد ما بلغه في هذا العام على مر السنين والأيام الخوالي. 2- كان يعتقد البعض أن بعض أعمال الإرهاب التي نفذت في بعض مناطق المملكة ستؤثر في عدد الحجاج وربما يكون العدد في هذا العام أقل عدد عرفه الحج. ولكن إرادة الله ثم ثقة الحكومات الإسلامية والشعوب الإسلامية بالمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً خيبت ظنون المغرضين والحاقدين. 3- مساحة منى كما هي منذ قرون ولكن بفضل الله ثم التنظيم الجيد استوعبت الحجاج وأدوا حجهم بيسر وسهولة وأصبح الحج مفخرة ومصدر إعجاب. قبل موسم الحج كان رمضان وقد شاهد العالم بأسره أعداد المعتمرين الذين أموا البيت العتيق للعمرة ثم الحج والجميع كانوا يؤدون ما أتوا من أجله سواء كان حجا أو عمرة.. أدوا ذلك بكل طمأنينة ويسر ربما هناك من كان يعتقد غير ذلك ولكن الله حقق آمال المخلصين ودحض المغرضين الضالين المارقين، يعلم الجميع كيف كانت مساحة الحرمين المكي والنبوي ولو بقيت تلك المساحات على ماهي عليه.. ماذا كنا فاعلين أمام هذه الملايين القادمة من جميع أنحاء العالم ؟ لكن الله سبحانه وتعالى ألهم خادم الحرمين الشريفين ببعد النظر مما دعاه الى توسعة الحرمين مبكراً حتى أصبحت مكان انبهار الجميع من الداخل أو الخارج وهذه الأمور ليست بغريبة على خادم الحرمين الشريفين لأنه نتيجة بعد نظره نعيش حصاد التعليم حتى أصبح ولله الحمد والمنَّة ذو مكانة مرموقة.. لم يكن لدينا مدارس إلا النذر اليسير والبعض عن جوانب الوطن ليس به مدارس أما اليوم نجد ولله الحمد المدارس في كل مدينة وقرية وهجرة ووادٍ، بل ربما وجدت في الجبال بالإضافة الى الجامعات والمعاهد والكليات المتخصصة المتعددة وتخرج منها ملايين الطلبة والطالبات في مختلف مجالات الحياة حتى أننا أصبحنا لا نحتاج لاستقدام العديد من التخصصات وأصبحنا نعيش عهد الاكتفاء الذاتي وهذا قليل من كثير من الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين.. لو أردت ذكر العديد من المشاريع التي نفذها ببعد نظره وحكمته لما استطعت. لأن مثل تلك الأعمال تريد فريق عمل كبيراً جداً ذا إمكانيات واسعة، وأنا لا أملك ذلك؛ لذا أتمنى على حكومة المملكة العربية السعودية أن تتفضل بتشكيل فريق عمل متكامل من أصحاب الاختصاص لتسجيل هذا التاريخ المشع بتفاصيله كبيرها وصغيرها؛ لترى النور ولتستفيد منها الأجيال القادمة ويتعلم منها الكثيرون ويتتلمذ عليها طلبة العلم والمخلصون لأوطانهم ويستفيدوا من مدرسة الفهد بناءً وعطاءً وإخلاصاً وحرصاً وبعد نظر.. وغير ذلك الكثير. فهل سترى هذه الفكرة النور لأنها جزء من حق الفهد علينا...؟