أجمع مسؤولون، على أن التدافع المؤلم الذي وقع في مشعر منى، لا يقلل من الأعمال الجليلة التي تقدمها الدولة وكذلك لا ينال من جهود رجال الأمن وكافة الجهات المشاركة في خدمة الحجيج، مؤكدين أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين بالتحقيق السريع في الحادث وملابساته يعكس التفاعل بشفافية مع الحدث، واصفين كلمته - يحفظه الله - بأنها خارطة طريق لتطوير آليات العمل والخطط المعمول بها في مواسم الحج. ميزانيات مفتوحة وأكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، أن هذا الحادث المؤلم لن يؤثر على الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة وإتمام مشروعات إعمار الحرمين الشريفين، التي يشهد لها القاصي والداني ولا يُعرف لها مثيل، رافعة تعازيها للقيادة الرشيدة وإلى ذوي المتوفين في حادث التدافع. وقالت في بيان لها، على لسان الأمين العام للهيئة الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: «إننا نضع ثقتنا التامة - بعد الله تعالى - في الجهود الكبيرة والمخلصة، التي لا تبغي أجراً إلا من الله تعالى، التي تبذلها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين -أيده الله- حيث استرخصت الغالي والنفيس في سبيل إعمار الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما؛ حتى تضاعفت أعداد حجاج بيت الله ووصلت إلى الملايين؛ بما لا يعرف له نظير في التاريخ الإسلامي، حيث رصدت المملكة ميزانيات مفتوحة لخدمة الحرمين الشريفين ولم تبحث عن أي مقابل فيكفيها الشرف الرباني لها بذلك، ويكفي كجزئية أن التوسعة الأخيرة تكلفت أكثر من 100 مليار ريال». ويرى عضو المجلس الأعلى للقضاء الشيخ محمد أمين مرداد، أن المملكة، ممثلة في جميع الجهات ذات العلاقة بتنظيم فريضة الحج، تبذل جهودا جبارة لتسير مناسك ضيوف الرحمن، منوها إلى أنه هناك ثمة إجماع على أن الحوادث العرضية التي تقع في المناسبات الكبيرة مثل شعيرة الحج ليس بالضرورة أن يكون له علاقة بالتنظيم. وأضاف، لقد حرص خادم الحرمين الشريفين على تطوير العمل وتحسين الأداء بغض النظر عما يظهر من نتائج التحقيقات، بدليل تأكيده على أن تطوير آليات وأساليب العمل في موسم الحج لم ولن يتوقف لرفع مستوى تنظيم وإدارة حركة ومسارات الحجيج، بكل يسر وسهولة. إجراءات حازمة وحاسمة وقال وكيل وزارة العدل سابقا الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الحارثي، إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، اتخذ إجراءات حازمة حاسمة لضمان عدم تكرار الحادث الأليم، وذلك من خلال تناوله في كلمته أن الدولة مستمرة في التحسين والتجويد المستمرين لتطوير أساليب العمل وآلياته ومراجعة الخطط والترتيبات ورفع التنظيم والإدارة في الحج وتذليل كل الصعوبات والمعوقات، مع عدم التقليل من جهود العاملين كافة في خدمة ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بيسر وسهولة وراحة وسكينة وطمأنينة وما سخرته الدولة من إمكانات ضخمة حديثة وطاقات هائلة جبارة بتفانٍ وإصرار لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، رافعا صادق العزاء فيهم الشهداء لخادم الحرمين الشريفين وذويهم وحجاج بيت الله الحرام. وأضاف، الملك سلمان يحفظه الله ذكّر بجنود الوطن وحماته المخلصين ودرعه الحصين الذين يذودون عن حياضه ويضحون بأرواحهم في سبيله وقد سجلوا بأحرف من نور بطولات عظيمة في تأريخ المملكة المجيد هي وسام فخر وتاج شرف للوطن والمواطنين كافة، رابطاً ذلك بما قدمه الآباء والأجداد من أعمال جليلة خلف قائدهم مؤسس هذه الدولة المباركة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، مؤكداً على استمرار الدولة في هذا النهج القويم في الذود عن حياض الدين وسيادة الوطن والحفاظ على مكتسباته ومقدراته. ويقول عضو مجمع الفقه الإسلامي وأستاذ الفقه والقضاء بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن سفر، إن الشائعات المغرضة التي تقلل من جهود المملكة في خدمة الحجيج لن تنتهي ولكنها لن تؤثر بشيء، طالما أن القيادة الرشيدة أخذت على عاتقها خدمة الحرمين الشريفين منذ عهد الملك المؤسس - رحمه الله - وحتى الآن، ولا تزال تؤكد على أنها تعتز بخدمة ضيوف الرحمن، ولن تسمح بحدوث أي فوضى في موسم الحج أو أي موسم آخر. تفويت فرصة من جهتهم، أكد كل من مدير دوريات الأمن بالمملكة سابقا العميد متقاعد الدكتور عبدالعزيز سليمان الحوشان، والمستشار الشرعي والمحكم القضائي الدولي خالد بن محمد العبدالكريم، والمشرف التربوي غيثان بن سعيد القرني، أن ما حدث عرضي لا يعطل الجهود التي تقوم بها كافة الأجهزة على مدار الساعة، مشيرين إلى أن شفافية القيادة - حفظها الله - وتوجيه الملك بالتحقيق في الحادثة يفوت الفرصة على المتربصين من الحاقدين والحاسدين على هذه البلاد.