أشار المشرف على مرصد بريدة الفلكي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة الأستاذ خالد بن صالح الزعاق إلى أن للبرد مواسم عدة، فأول مواسمه المربعانية وهي موسم البرد الرطب ويليها موسم الشبط وهو موسم البرد الجاف وآخر مواسم البرد موسما برد العجوز وبرد بياع الخبل عباته، وبانتهائهما ينسلخ البرد بجميع مواسمه ويحل الصيف وأمطار كل موسم تتصف بصفات معينة فأمطار الشتاء تتصف بحبات مطر صغيرة وتكون عامة ودائمة أما أمطار الصيف فتكون حبات المطر كبيرة لها صوت دبدبة ومشوبة بغبار عالق وسحبها ركامية على شكل أنصاف دوائر وتتشكل محلياً وغزيزة المطر وتكون متفرقة ونحن الآن نعيش فترة التداخل بين فصلي الشتاء والربيع وهي فترة مشوبة بكثير من المفاجآت مثل التطرف في درجة الحرارة ونزول الأمطار المتفرقة والمدمرة في بعض حالاتها وأمطار هذه الفترة تأخذ صفات الأمطار الشتوية الديمية وصفات الأمطار الصيفية الغزيرة لذا تكون سيولها مدمرة وجارفة ومن المتوقع أن تكثر الكوارث الناتجة عن هطول الأمطار في هذه الفترة وخاصة أنها تتزامن مع موسم الرحلات البرية وتسمى هذه الفترة بموسم الأمطار الصيفية وهو موسم يعد من أخطر المواسم لأن أغلب الكوارث تحدث في هذا الوقت وخاصة على المزارعين فبعد موسم كامل من الكد والكدح يحبس كثير من زراع القمح في المنطقة الوسطى الماء عن مزروعاتهم استعداداً لموسم الحصاد السنوي لأن من لوزام الحصاد جفاف الماء عن النوى.وأضاف: تستمر فترة الحبس هذه قرابة العشرين يوماً وتسمى فترة الاستراحة إلا أن هذه الفترة مشوبة بكثير من المخاوف الطارئة حيث ان موسم الحصاد يأتي في موسم الأمطار الصيفية بما يسمى بالعرف الفلكي بأمطار السرايات وهي فترة من أحرج الفترات على المزارعين لما لها من آثار سلبية على مزروعاتهم ومواشيهم مما يجعل عيون المزارعين تتسمر ناحية السماء خوفاً من أمطار الصيف فإذا اتشح الجانب الغربي من السماء بوشاح أسود لا تستطيع سيوف البرق أن تمزقه حينئذ يحس المزارع أنه قد أحيط به. والسرايات اسم محلي يطلق على المنخفضات الجوية الحرارية التي تتكون بفعل التسخين وعادة ما تكون في موسم العقارب وقد تبدأ قبل هذه الفترة بقليل وتمتد إلى نهاية موسم الحميمين وكل ذلك يعتمد على الظروف الجوية لتخلق السحب الصيفية. وغالباً لا تتخلق سحب الصيف إلا بعدما تنكسر أشعة الشمس ويكون تشكلها محلياً أي في بقعة دون أخرى وقد تكون أكثر من سحابة بالمنطقة نفسها. وتشتد وطأتها إذا صاحبها نزول (برد) ويحدث ما هو أخطر من الأمطار ألا وهو البرق وتفريغ الشحنات الكهربائية مما له آثار جسيمة على الحرث والنسل. وعادة يسبق نزول أمطار الصيف هبوب رياح شديدة هوجاء تعمل على تركيع سنابل القمح ثم يعقبها نزول مطر حباته كبيرة وأحياناً مصحوباً بزخات برد تقصم ظهر السنابل فترديها قتيلة وتخفيها في رحم الأرض.