الحمد لله القائل في محكم التنزيل (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ*الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: فلا يخفى على الجميع ما لنعمة الأمن والأمان من أهمية كبيرة في استقرار الأوطان ورخائها.. ولا شك أيضا أن الجميع يعلم ما كانت عليه الجزيرة العربية قديما من أحوال صعبة وحروب طاحنة وقبائل متفرقة متناحرة لا يأمن فيها المرء على نفسه وماله، حيث فُقدت كافة سبل العيش والحياة الآمنة، وسادت الفوضى، إلى أن قيّض الله لهذه البلاد صقر الجزيرة الامام المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيّب الله ثراه - ليوحد بعون الله شملها ويجمع شتاتها وينتشر الأمن والأمان في ربوعها، فقد التقى في عهده الميمون السيف مع القرآن والسُنّة، وانتشر الأمن والأمان، فأصبح الناس بفضل الله آمنين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، بعد أن أرسى الملك المؤسس دعائم الأمن والأمان ووضع اللبنات الأولى لبناء الدولة العصرية المثالية بكل مؤسساتها لتشق طريقها نحو التنمية والتعليم والتطوير، معتمدة على الله سبحانه ثم سواعد أبنائها المخلصين وما حباها الله به من نِعَم كثيرة لا تُعَدّ ولا تُحصى.ولقد تسلم الراية من بعد الملك المؤسس - رحمه الله - أبناؤه الميامين، حيث استمرت عجلة التنمية والتطور والازدهار في التقدم والرقي يوما بعد يوم، والأخذ بكل ما هو جديد ومفيد للوطن والمواطنين وخدمة الاسلام والمسلمين، وقد شملت النهضة الحضارية التي عاشتها وتعيشها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - جميع الميادين التعليمية والعسكرية والصحية والعمرانية والصناعية والرياضية والاقتصادية.. واقتحم شباب هذا الوطن بسواعدهم الفتية كافة الميادين لخدمة دينهم ثم وطنهم وملكيهم وأمتهم، فكان منهم العلماء والأدباء والخبراء والأطباء والمهندسون ورجال الحسبة ورجال الأمن ورجال الأعمال.. وغيرهم، ممن ساهموا بفعالية في دفع عجلة النمو والتطور، وعاش الجميع بفضل الله فوق ثرى هذه البلاد الآمنة وقطفوا ثمرات هذه النهضة الشاملة المباركة مستمتعين بهذه النِعَم العظيمة التي أنعم الله بها عليهم، يعبدونه وحده لا يشركون به شيئا في أمن وأمان وعز وسلام، سائرين بتوفيق الله في قافلة التنمية والتطور والازدهار إلى هذا اليوم ولله الحمد والمنة. وإنَّ الأحداث المأساوية المؤسفة والأعمال الاجرامية التي لا يقرها عقل ولا دين التي قامت بها بعض الفئات الضالة الدخيلة علينا لن تنال بإذن الله من عزيمة هذا الوطن، ولن تنال من أمنه واستقراره؛ فبلادنا آمنة بحفظ الله ثم في ظل تلاحم القيادة والشعب الوفي مستمسكين بكتاب ربنا وسُنّة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -. فهنيئا لهذه البلاد القيادة الحكيمة التي نحسبها لم تدخر جهدا في سبيل رفاهية المواطن والمقيم وتوفير كافة سبل العيش الكريم لهم. حفظ الله قادة هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحفظ الله لوطننا الغالي عزه وأمنه واستقراره وجعل عاقبتنا جميعا إلى خير وسعادة في الدارين إنه سميع مجيب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.