يتكرر باستمرار الحديث عن مرض حب الشباب، ويدل ذلك على عدم تناقص حالات الإصابة بل وعلى زيادة في مضاعفات هذا المرض، رغم وسائل المعالجة الحديثة والمحدثة باستمرار. * إذن ما هي المشكلة ؟ هل هي في نقص وسائل المعالجة ؟أم هل هناك أسباب جديدة تساهم في ظهور هذه المشكلة التجميلية ؟ أم هل هناك نقص في تفهم المرضى لأسبابه أو للعوامل التي تساهم في مضاعفاته ؟ ربما يكون الجواب في مجموع هذه العوامل، وهو ما يدعونا باستمرار إلى محاولة زيادة توعية المرضى بمسببات المرض المحتملة ومضاعفاته لكي يتم تفاديها. - يظهر حب الشباب في مرحلة البلوغ، وقد يتكون في مراحل متأخرة من العمر أيضا، ويتسبب في ظهوره إغلاق فتحة الغدد الدهنية الموجودة بكثرة في مناطق الوجه والصدر والظهر. تتحلل المادة الدهنية داخل هذه الغدد بفعل بكتيريا موجودة داخل الغدد، مما يؤدي إلى تكون الأحماض الدهنية وهي مواد مهيجة للجلد قد تسبب ظهور بثور شبيهة بالدمامل في مناطق الإصابة. * ما الذي يسبب إغلاق هذه الغدد؟ تؤثر هورمونات البلوغ على خلايا فتحة الغدد الدهنية مؤدية إلى تكاثر هذه الخلايا ومن ثم انغلاق هذه الفتحة وحدوث التحولات التي ذكرناها سابقا. - في بعض الحالات قد تساهم المواد الزيتية الموجودة في العديد من المستحضرات التجميلية مثل كريم الأساس والعطور وحتى المستحضرات التي توضع على الشعر في مثل هذه التغيرات، مما يفسر أحيانا وجود حب الشباب بعد فترة البلوغ، كما قد يفسر تحسن المرض عند معالجته ثم عودة ظهوره مرة أخرى. تشمل معالجة حب الشباب العمل على الوقاية منه بتفادي استخدام المواد التي قد تسببه، ثم معالجته بالعديد من المستحضرات التي تركز على تخفيف الافرازات الدهنية والقضاء ولو وقتيا على البكتيريا التي تساهم في تفاقمه، كما تستخدم العديد من المستحضرات والوسائل التي تعمل على تقشر الجلد لإعادة فتحة الغدد الدهنية إلى وضعها الأصلي. أما المرحلة اللاحقة من العلاج فتركز على معالجة الآثار التي تركها حب الشباب من بقع، وندوب والتي يساهم المريض في جزء كبير منها بالعبث بالبثور ومحاولة إخراج إفرازاتها بالقوة. لقد مررنا سريعا على الموضوع نظرا لعدم إمكانية البحث المفصل في هذا المجال، وسنحاول مستقبلا الدخول في تفاصيل أكثر حول الوسائل والمستحضرات المستخدمة للخلاص من هذا المرض الشائع. د. قاسم ارشيدات استشاري الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر