أتذكر أنه منذ أكثر من ستة أشهر مضت قرأت في إحدى صحفنا موضوعا يتحدث عن أفضلية تقديم اختبار الدور الثاني على أن يكون بعد ظهور النتائج بأسبوع على الأقل، وذكر بعض الفوائد منها على ما أذكر قبل أن تتبخر معلومات المادة من ذهن الطالب، وألا يكون الراسب سببا في حرمان نفسه وأهله من التمتع بالإجازة، كما ينبغي إلى جانب التخفيف من رهبة الطالب كلما قرب وقت الدور الثاني، وأذكر أن وكيل وزارة التعليم عقب على ذلك بما يقيد عدم إيجابية تقديم اختبار الدور الثاني خلال فترة وجيزة من ظهور النتائج معللاً ذلك بقوله لاتاحة الفرصة للطالب للاستذكار طوال الاجازة، وأن من لم يستفد طوال الفصل لن يستفيد خلال أسبوع أو عشرة أيام، وأن ذلك سيؤثر على إجازة المعلمين حيث لن يتمكنوا من مباشرتها فور قفل المدراس إلى آخر ما ورد في تعليلات سعادته. أقول وبكل صراحة: إن تقديم اختبار الدور الثاني على أن يكون بعد ظهور النتائج بأسبوع إلى عشرة أيام على الاقل هو الأفضل للطالب وللأسرة وللمعلم فالطالب إن لم ينجح فعلى الأقل يتمكن هو وأسرته من التمتع بالإجازة، كما ينبغي، أما بالنسبة للمدرس فكما يقول المثل الشعبي (صبه أحقنه) سيتواجد في المدرسة تلك الايام القليلة إن لم يكن عند بداية الإجازة فسيكون عند نهايتها وأجزم أن تأخره في مباشرة الإجازة أفضل له من قطعها خاصة إذا كانت له ارتباطات مع آخرين، أما كون الطالب إذا لم يستفد خلال الفصل الكامل فلن يستفيد خلال الأيام القليلة، فليس هذا بصحيح فمن لم يستفد طوال الفصل فلن يستفيد لا من الأيام القليلة، ولا حتى من أيام العطلة التي تزيد على شهرين لأنه لن يكون حبيس المنزل للمذاكرة، وخاصة طالب المتوسط فما دونه، والمقصود هو من رسب لظروف مرض أو لانشغال عن المذاكرة بسبب وفيات الاقرباء من آباء أو أمهات أو إخوة أو أخوات أيام الامتحانات أو فوات يوم الامتحان عليه بسبب النوم أو الحادث العارض، والأهم من كل هذا لم لا تجرب الوزارة الاستفتاء مرة واحدة فقط عن مثل هذه الأمور التي تهم ولي أمر الطالب قبل الطالب نفسه ولو بعدد من المدارس الابتدائية والمتوسطة كأنموذج ترسل لهم الاستبيانات مع أبنائهم في بداية الفصل الثاني لمعرفة رغبات الأهالي.. والوزارة لن تخسر شيئا ولن تحمل مدرسا أكثر مما يجب، أما طالب الثانوية فأقترح أن يحمل الراسب مادته معه للعام القادم على أن يمتحنها مع بقية المواد الأخرى في نهاية امتحان الفصل على أن تكون في يوم مستقل عن الدروس الأخرى كأن يجمع الراسبون لأداء موادهم في يوم أو يومين قبل الامتحان العام بأسبوع إلى أسبوعين على الاقل لذا أتمنى من سعادة الوكيل إعادة النظر ومراعاة مصالح الراسبين من حيث تمكينهم من التقدم للجامعات أو الكليات والمعاهد في وقت مبكر ومراعاة لظروف الآباء والأمهات وأفراد الأسرة وكذا المدرسين. ملاحظة: بالإمكان إعطاء المدرسين الخيار في كيفية بدء الإجازة بعد الأخذ بهذه الفكرة وأنا متأكد أنه سيكون هناك من يرغب في تأخيرها، كما سيكون هناك من يفضل تقديمها والبقاء للأصلح وبالله التوفيق.