استبشر غالبية الطلاب والمعلمين بقرار وزارة التربية والتعليم حول تقديم اختبارات الدور الثاني بعد أسبوعين من اختبارات الدور الأول اعتباراً من العام القادم، في وقت أدى قرار إلغاء مركزية اختبارات شهادة الثانوية العامة بدوريها الأول والثاني وإسنادها إلى المدارس إلى انقسام في صفوف المعلمين بين مؤيد ومعارض كونه"يمتاز بالجرأة والثقة الزائدة لمنسوبي المدرسة"على حد وصفهم. وتفاعلاً مع ما نشرته جريدة"الحياة"حول قرار تقديم اختبارات الدور الثاني حول شكوى المعلمين من قصر الإجازة ومطالبتهم بتعديل مواعيد الاختبارات، إذ كانت هناك مطالبات عدة من المعلمين وأولياء أمور الطلاب من تقديم اختبارات الدور الثاني ليتسنى لهم التمتع بالإجازة الصيفية والالتحاق بالجامعات والكليات لمواصلة دراستهم من دون الجلوس بلا عمل أو دراسة بسبب أنه طالب مكمل. من جهته، أكد وكيل ثانوية النهروان كمال العطاس أن قرار وزارة التربية والتعليم، قرار موفق وستظهر نتائجه الإيجابية مستقبلاً، إذ أن استعداد الطالب المكمل متوافر في ظل اختزان ذاكرته بالمعلومات التي استذكرها في الدور الأول، ويعطيه القدرة على الحل والفهم في المادة التي أكمل فيها مما يسهّل عليه الانتقال إلى الصف الذي يليه. وقال العطاس في تصريح إلى"الحياة"،"إن قرار تقديم اختبارات الدور الثاني له الأثر الكبير على الأسرة إذ يخفف العبء وعدم تعكير صفوها في ظل الاستمتاع بالإجازة الصيفية، إضافة إلى الأثر الإيجابي للمعلمين أنفسهم إذ سيكون استعدادهم لاختبارات الدور الثاني بعد تقديمه أقوى من الانصراف لقضاء الإجازة، ومن ثم العودة مرة أخرى لمراقبة الطلاب في اختباراتهم ما يقطع عليهم الإجازة وعدم الاستمتاع بها. وأشار العطاس إلى أنه لا يستطيع تقويم قرار الوزارة في إلغاء مركزية اختبارات شهادة الثانوية العامة بقوله" قد أؤيد القرار أو أكون ضده"، مقترحاً في الوقت نفسه أن تكون اختبارات الثانوية العامة مستمدة من إدارات التعليم الموزعة على المناطق، إذ تضع الخطط منذ بداية العام الدراسي مع مناسبتها للوزن النسبي لكل مادة علمية إضافة إلى مناقشة أماكن الضعف والقوة في كل اختبار. من جهته، أيد معلم مادة التاريخ في المرحلة الثانوية أحمد عثمان الغامدي قرار تقديم اختبارات الدور الثاني، كون عودة المعلمين قبل عودة الطلاب بثلاثة أسابيع بهدف اختبارات الدور الثاني، أمر غير مناسب ومبالغ فيه، ما أفقد منسوبي التعليم التمتع بالإجازة الصيفية، مشيراً إلى أن قرار تقديم الاختبارات يعود بالفائدة الكبيرة على الطالب المكمل وعلى أسرته. وتخوف الغامدي من قرار إلغاء مركزية اختبارات شهادة الثانوية العامة وإسنادها إلى المدرسة، ملمحاً إلى أن هناك عدداً من مديري المدارس والمعلمين لا يتحملون تلك الثقة، ما يجعل وجود احتمالية في تسريب الأسئلة النهائية للطلاب، مذكراً بتهريب أسئلة الشهادة الثانوية في عدد من الدول العربية بعد أن صارت في أيدي المعلمين ومديري المدارس، خلافاً للتعصبات القبلية التي لاتزال موجودة في المجتمع السعودي، الأمر الذي يعود بالأثر السلبي على المجتمع المدرسي، خصوصاً في المحافظات والقرى الصغيرة. وفي المقابل، يرى الطالب عبدالرحمن الجدعاني في مرحلة الثاني الثانوي أن قرار إلغاء مركزية اختبارات شهادة الثانوية العامة، قرار أفرح الطلاب وخصوصاً طلاب"العلمي"، الذين يتخوفون من شبح أسئلة المواد العلمية التي تصيب الطالب بالشحن النفسي ما يؤثر على تحصيله العلمي. وأضاف الجدعاني أن معلم المدرسة هو الأولى بوضع الأسئلة لطلابه نظراً معرفته بمستواهم التعليمي وتحصيلهم الدراسي، مؤكداً في الوقت نفسه أن الطلاب سيبتعدون عن الشحن النفسي كما في اختبارات الفصل الأول. مستغرباً من إعطاء معلم المدرسة الحق في وضع أسئلة الفصل الأول وحرمانه من وضع أسئلة الفصل الثاني بجعلها أسئلة مركزية.