يعود نحو 400 ألف معلم ومعلمة إلى المدارس غداً، معلنين انتهاء موسم السياحة في المملكة، إذ ترى"هيئة السياحة السعودية"أن العمود الفقري للبرامج السياحية هم المعلمون ومنسوبو وزارة التربية والتعليم، الذين ينعشون بإجازتهم الطويلة نسبياً موسم السياحة في البلاد. ويقف إلى جانب المعلمين في إجازتهم ملايين الطلاب والطالبات الذين يستهدفهم الموسم السياحي في جميع مناطق المملكة، على رغم حرارة الصيف ولجوء آلاف الأسر إلى قضاء جزء من إجازتها في السفر إلى الخارج، إلا أنهم يقضون البقية في البرامج السياحية التي تتضافر فيها"هيئة السياحة"مع لجان الغرف التجارية، التي تخصص لجنة مستقلة تقوم بتهيئة البرامج السياحية للمواطنين والمقيمين. ومع أن الموسم السياحي في حكم المنتهي بانتهاء جميع الفعاليات الصيفية، إلا أنه لا يزال هناك نحو الشهر على انتهاء إجازة الطلاب الرسمية وعودتهم إلى المدارس، ولكن عودة المعلمين تعتبر بمثابة حفلة تأبين للإجازة الصيفية، بسبب إجازتهم السنوية التي تزيد على الشهرين دفعة واحدة، بعكس القطاعات الأخرى التي لا يحصل فيها الموظف على إجازة تتعدى الشهر الواحد، كما أن عدداً من الموظفين لا تسمح لهم ظروف العمل بالتمتع بالإجازة في فترة الصيف، لذلك فإن عدد المعلمين مع من أسرهم يشكلون الغالبية التي تستمتع بالبرامج السياحية الداخلية، ما يجعلهم رقماً مؤثراً في مؤشر السياحة عموماً والداخلية خصوصاً، حتى أن قسماً كبيراً من الموظفين في القطاعات الأخرى أصبحوا ينسقون إجازاتهم لتكون مع إجازة المعلمين. وعلمت"الحياة"أن"هيئة السياحة"واصلت مخاطبتها لوزارة التربية والتعليم بشأن مقترحها الذي عرضته سابقاً ورفعته للوزارة، الذي ينص على تقديم امتحانات الدور الثاني خلال الأسبوع الأخير بعد انتهاء امتحانات الدور الأول وظهور النتائج، أو ما يعرف لدى المعلمين اصطلاحاً بأسبوع الوزير، الذي يرى المعلمون الدوام فيه من أجل"عيني الوزير"، إذ لا يوجد لديهم أي عمل خلاله إلا شرب الشاي والفطور الجماعي. وترى الهيئة أنه يؤدي إلى إطالة الموسم السياحي لشهر إضافي، بيد أن الوزارة رفضت المقترح لارتباط بدء الدوام بأمور كثيرة، بدءاً بكونه محدداً من مجلس الوزراء، وانتهاء بإعطاء الطلاب المكملين فرصة لاستذكار المواد والاستعداد للامتحان. ويتوقع أن يؤدي ما بين 150 و270 ألف طالب اختبار الدور الثاني يوم الإثنين المقبل، في الفترة من 21 إلى30 آب أغسطس، ممن لم يتجاوزوا اختبار الدور الأول، سواء بالرسوب أم لعدم الحضور إلى الاختبار. وذكر المصدر أن نحو 31 ألف طالب وطالبة من أصل 340 ألفاً في الفصل الثالث ثانوي، سيؤدون اختبار الدور الثاني، إضافة إلى الراسبين في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة، والصفين الأول والثاني في المرحلة الثانوية. ومن المهم معرفة الأرقام التي يشكلها قطاع التعليم في المملكة، لمعرفة تأثيره في السياحة الداخلية في، إذ يبلغ عدد المعلمين نحو 400 ألف معلم ومعلمة في التعليم الحكومي والأهلي، وينضم إليهم نحو 15 ألف معلم ومعلمة ممن سيعينون في الفترة المقبلة، وسيباشر نحو 18 ألف إداري وإدارية مهامهم، إضافة إلى نحو 13 ألف مستخدم ومستخدمة ونحو 18 ألف عامل وعاملة في قطاعي التعليم العام الحكومي والأهلي. ويبلغ عدد المدارس نحو 24 ألف مدرسة، بينها 17 ألف مدرسة في قطاع التعليم الحكومي، يبلغ عدد المدارس المستأجرة منها نحو 10 آلاف مدرسة، خصص لها نحو 852 مليون ريال. ويبلغ عدد المدارس في القطاع الأهلي نحو 1312، منها ألف مدرسة مستأجرة، يدفع القائمون عليها نحو 172 مليون ريال. ويرى العاملون في القطاع السياحي أنه على رغم انتهاء الموسم السياحي بعودة المعلمين، إلا أنه ينشط في المقابل قطاعات تجارية أخرى أوسع بكثير من قطاع الفنادق والشقق ومدن الملاهي، حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال الطلاب للموسم الدراسي الجديد، الذي يقتضي تجهيزات قد تستغرق شهراً لدى الأسر الكبيرة، التي لديها أكثر من طالب في المدرسة. ويتوقع أن يلتحق نحو 400 ألف طالب وطالبة بالصف الأول الابتدائي في المدارس الحكومية والأهلية مع بداية العام الدراسي الجديد.