كان عشاق المسرح في الرياض على موعد مع احتفالهم السنوي اليتيم الذي تقيمه لهم الجنادرية، إذ توافد العشرات كباراً وصغاراً إلى مسرح حديقة الفوطة ومركز التدريب المهني بالريان يوم الأحد في سهرة امتدت من بعد صلاة المغرب وحتى قبيل منتصف الليل بقليل، حيث يتكرر هذا البرنامج يومياً طوال أيام المهرجان. ففي العرض الأول قدمت فرقة فرسان المدينة مسرحية (الطير الجريح) التي تحكي قصة ولد عاق يتسبب بالمشاكل لأهله وينحدر إلى المخدرات والمسكرات ثم يغيب عن بيت أسرته لمدة عشرين عاماً ليعود مقطوع اليد إثر تواجده في محيط إحدى العمليات الإرهابية وتنتهي المسرحية بعناق بينه وبين والده الذي فارق كرسيه المتحرك بعد عقدين من الزمان فرحة برؤية ابنه. المسرحية التي كانت من تأليف جميل القحطاني (قام بدور الابن العاق) وإخراج لؤي محمد حمزة وتمثيل عدد من المواهب الشابة بمشاركة من الفنان عبد الله المزيني، لاقت نقداً ساخناً في جلسة المناقشة التي تلي العروض كل ليلة، وتركز النقد على عدم توفر عناصر العمل المسرحي وغلبة الطابع التلفزيوني بالمقابل، بالإضافة إلى بعض الملاحظات مثل المبالغة في الانفعالات ووجود ثغرات في النص. وقد كشف جميل القحطاني عن سعة أفق لا محدودة وهو يعلن للجميع أن الملاحظات السلبية أهم لديه من الايجابية وأنه سيسعى إلى تطوير أعمال الفرقة مستقبلاً معلناً أنه يرحب بأي تعاون مع الفنانين والكتاب الآخرين بحثاً عن الاحتكاك ومزيد من الخبرة. عليهم.. عليهم وعلى نقيض العرض الأول الذي اتسم بالمأساوية، جاء العرض الآخر متخماً بالكوميديا مثيراً للضحك في أوساط الجمهور الذي تفاعل مع مواهب عنيزة بشكل ملحوظ، وحازت مسرحية (عليهم عليهم) من تأليف سعد السماوة وإخراج علي السعيد وتمثيل عدد من المواهب الشابة على إعجاب الحضور وتفاعلهم وخاصة أنها ناقشت عدداً من القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي مثير. تدور فكرة المسرحية حول مباراة بين فريق الخبرة ويمثل كبار السن في المجتمع وفريق القوة ويمثل الشريحة الشابة في المجتمع السعودي حيث يقوم كل فريق بتسديد الانتقادات حول سلوك الفريق الآخر فيما يقوم الفريق المقابل بصد هذه الانتقادات عن طريق الدفاع والتبرير ومن ثم تسديد انتقاد معاكس وهكذا دواليك. وناقشت المسرحية من خلال هذه التقنية الديناميكية قضايا مثل إهمال الآباء لبيوتهم واعتمادهم على السواقين والخادمات، وعدم ثقتهم في الأبناء ومحاصرتهم بالاتهامات، وعلى جانب الشباب جاءت قضايا الفراغ والممارسات الخاطئة كالغزل والتفحيط والسهر انتقادات مباشرة قام الشباب بتفنيدها متسائلين عن الوظائف والأماكن المناسبة لقضاء وقت الفراغ، كل ذلك في جو من الضحك الذي ارتكز على التعليقات المتبادلة بين الفريقين. الجدير بالذكر أن جلسات المناقشة تشهد سنوياً الكثير من الإثارة وخصوصاً عندما يحتد النقاش بين الحضور أنفسهم مما حدا باللجنة المشرفة إلى مطالبة المتحدثين بالاكتفاء بالتعليق على العمل دون التعليق على ملاحظات الآخرين، ويؤكد بعض الحضور أن ذلك غير ممكن وخاصة بوجود عدد من المشاكسين ( حسب تعبيرهم ) أمثال رجاء العتيبي ونايف خلف ومحمد السحيمي الذي لم يفوت الفرصة لعمل دعاية مجانية مشيراً إلى مسرحية ( جبا ياهو ) التي سيخرجها. عروض الاثنين والثلاثاء والأربعاء تم أول أمس الاثنين عرض مسرحيتي (سبع كفوف) و (جرب تفوز) من المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالدمام ومنطقة الجوف. أما الثلاثاء فالجمهور على موعد مع مسرحية (العزلة) من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومسرحية (جبا ياهو) من جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة. وسيشهد اليوم الأربعاء عرض مسرحية (أسود وأبيض) من جامعة الملك عبد العزيز، ومسرحية (بس يابحر) من جمعية الثقافة والفنون بالدمام.