عن الإبداع بدأت ابنتي تسألني. أجبتها: ما أجمل الإبداع في الحياة.. ثم سألتني عن الحب.. أجبتها: ما أبهى صورة الحب في القلوب الرحيمة.. لم تقتنع بإجاباتي فقالت: يا أبي أفصح لي أكثر فلا تنتهج إجابات الدبلوماسيين.. أريد الوضوح، فقلت لها: يا بنيتي.. أجمل ما في المودة.. الحب.. وأجمل ما في الحب.. العشق.. وأجمل ما في العشق.. الصدق.. وأجمل ما في الصدق.. الأمانة.. وأجمل ما في الأمانة.. مخافة الله.يا بنيتي.. اجعلي حبك وعشقك لكل ما هو حولك.. أخلصي الحب والمودة لزوجك وأبنائك.. واجعلي امتداد الحب والعشق لعملك ومن يعمل معك لإتقان العمل الطيب والإبداع فيه.. فهو كمال للنفس الإنسانية.. ولكن يا بنيتي اعلمي أن للروح معاني كثيرة ولكننا لا ندرك كثيرا منها لأن مشكلتنا تكمن في صراع عواطفنا ومشاعرنا مع أفكارنا. وبعد إنصاتها إلى تلك الكلمات وضعت سبابتها على خدها الأيمن.. وظننت أنها اختزنت تلك الكلمات في ذاكرتها.. ولكنها فاجأتني بقولها: يا أبي أراك لست متفائلا في إجاباتك..!! وعلى الفور قلت لها: كلا يا بنيتي.. فأنا دائما من المتفائلين في الحياة ولكن المشكلة هي أن من حولنا يحتاجون إلى فهم الذات الذي يحتاج إلى سيكولوجيات ذات روابط معينة تحكمها الأيدلوجيات.. والمشكلة الأخرى يا بنيتي هي أننا أصلا لم نضع أسسا لعلم فهم الذات فجعلنا كما أسلفت مشاعرنا وعواطفنا تتصارع مع أفكارنا، فالأغلال في أيادينا ولم يعد القلم يكتب ولا اللسان ينطق فيما يجول في الفكر، فدعينا يا بنيتي أولا نبحث عن فترة التكوين البشرية.. (فقصور عقولنا جعلنا لم نتمكن بعد من إدراك علوم الأديان السماوية) .. وبعدئذ يا بنيتي نكمل صفحة الحوار لنسجل على صفحات التاريخ نتاج الأفكار لأجيال لاحقة لها القدرة على عمل وإنجاز ما لم نستطع إنجازه أو عمله واستكمال ما لم نقدر على إكماله.. فاصبري يا بنيتي ولا تتعجلي، وحاوري ولا تخجلي واعلمي أن الخمار والعباءة ليس هما حاجزين يعيقان مسيرة الحضارة وليس هما من عيوب الفكر أو الإقلال من رجاحة العقل.