أعاني من زوج يهوى كتابة الغزل، وينشرها في المنتديات بشكل يصور نفسه أنه كان هائما بفتاة ولم يستطع الارتباط بها، فهو يتعذب لبعدها عنه، ولا يجد طعمًا للحياة بدونها، سألته مرارًا عنها ولم يجبني، بل كان ينهرني دائماً، ويقول لي عندما يرضى أنها مجرد خيالات، ولكن زادت المشاكل بيننا في الفترة الأخيرة، لأنه لم يلقِ بالاً لمشاعري عندما يكتب مثل هذه الأشياء، وتأتيه الردود من المنتدى بالتصبر، وأنه لا بد يوماً أن يلتقي بمن يحب، علماً بأنه في الستينات من العمر.. أرجو أن ترشدوني إلى طريقة إقناعه والتعامل مع هذه المشكلة. الجواب حقيقة.. سعدت والله بمثل هذه المشاعر المتدفقة في قلبيكما سوياً إلى هذه المرحلة من العمر، حين تخمد العاطفة عند أغلب الأزواج، أنتِ من خلال غيرتكِ الجميلة هذه، وزوجك من خلال مشاعر يعبر عنها سواء كانت خيالاً أو تجربة سابقة ألحت عليه لظرفٍ ما أراد أن يعبر عنها ويخرجها حروفاً وكلمات؛ ليتخفف من عبئها ويواصل منظومة هذا العطاء المتدفق الشعوري بينكما. نعم سيدتي، لا تفتشي كثيراً، ولا تبحثي عن أشياء إن بدت لكِ قد تسوءك، التجاهل هنا حكمة لا يعدمها من في مثل سنك وتجربتك في الحياة، بل دعيني أطالبك بأن تستمتعي بما يكتب، وأثني عليه وعلى جمال تصويره ورونق كلماته وعذب حروفه، بل وعلقي في نفس المنتدى على ما يكتب بأجمل العبارات والمديح والثناء، وأشبعي فيه هذا الاحتياج. وعلى فرض أن زوجك يمر بمرحلة تشبه مرحلة منتصف العمر، أو أنه يريد أن يشعر أنه ما زال مرغوباً، أو يعبر عن شيء ما، فمع الاحتواء والاستيعاب من قبلك، فلا ضير. يا سيدتي نحن لسنا عقولاً فقط، وإنما نحمل في ذواتنا وجداناً وأحاسيس شتى، وما أظن أن زوجك يريد أو يتعمد مضايقتك، أو أن في حياته قصة حب حقيقة على الأقل الآن، وإلا لأخفى عنكِ ما يكتب وقد كان بإمكانه، وبسهولة، أن يفعل. أقدر غيرتك واحترمها، ولكن لا ينبغي أن تكون دافعاً لإعطاء الأمر أكبر من حجمه، تعاملي مع الظرف الحادث دون تهويل أو تهوين، واشغلي نفسك حين ينشغل هو بكتاباته. أسال الله -تعالى- أن يديم عليكما نعمة السعادة والهناء والمودة والرحمة، وأن يبقي الحب والغيرة أيضاً في قلوبكما دافئة هادئة.