في مثل هذا اليوم من عام 1258 نجحت قوات التتار في اقتحام عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد لتضع نهاية للدولة العباسية. بعد نجاح هولاكو قائد التتار في تحقيق هدفه الأول بالقضاء على الطائفة الإسماعيلية الشيعية في آسيا الصغرى وتدمير قلاعها وإبادة أهلها، وبدأ في الاستعداد لتحقيق هدفه الآخر بالاستيلاء على بغداد والقضاء على الخلافة العباسية، فانتقل إلى مدينة (همدان) واتخذها مقراً لقيادته، وكان أول عمل قام به أن أرسل إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله رسالة في مارس 1257 يدعوه فيها إلى أن يهدم حصون بغداد وأسوارها ويردم خنادقها، وأن يأتي إليه بشخصه ويسلم المدينة له. وجاء رد الخليفة العباسي على كتاب هولاكو شديداً ودعاه إلى الإقلاع عن غروره والعودة إلى بلاده، ثم أرسل هولاكو رسالة ثانية إلى الخليفة ذكر له فيها أنه سوف يبقيه في منصبه بعد أن يقر بالتبعية للدولة المغولية، ويقدم الجزية له، فاعتذر الخليفة العباسي بأن ذلك لا يجوز شرعاً، وأنه على استعداد لدفع الأموال التي يطلبها هولاكو مقابل أن يعود من حيث أتى. ويئس هولاكو من إقناع الخليفة العباسي بالتسليم، فشرع في الزحف نحو بغداد وضرب حولها حصاراً شديداً، واشتبك الجيش العباسي الذي جهزه الخليفة العباسي بقيادة مجاهد الدين أيبك بالقوات المغولية فكانت الهزيمة من نصيبه، وقتل عدد كبير من جنوده لقلة خبرتهم بالحروب وعدم انضباطهم، وفر قائد الجيش مع من نجا بنفسه إلى بغداد. أحس الخليفة بالخطر، وأن الأمر قد خرج من يديه. فاضطر إلى الخروج من بغداد وتسليم نفسه وعاصمة الخلافة إلى هولاكو دون قيد أو شرط، وذلك في يوم الأحد 10 فبراير 1258 ومعه أهله وولده بعد أن وعده هولاكو بالأمان. كان برفقة الخليفة حين خرج 3 آلاف شخص من أعيان بغداد وعلمائها وكبار رجالها، فلما وصلوا إلى معسكر المغول أمر هولاكو بوضعهم في مكان خاص، وأخذ يلاطف الخليفة العباسي، وطلب منه أن ينادي في الناس بإلقاء أسلحتهم والخروج من المدينة لإحصائهم، فأرسل الخليفة رسولاً من قبله ينادي في الناس بأن يلقوا سلاحهم ويخرجوا من الأسوار، وما إن فعلوا ذلك حتى انقض عليهم المغول وقتلوهم جميعاً ليدخل المغول حاضرة الخلافة في 15 فبراير وينطلقوا يقتلون كل من يقابلهم من رجال ونساء وأطفال. ثم قتل هولاكو الخليفة العباسي المستعصم بالله وابنه الأكبر.