في مثل هذا اليوم من عام 1963 طلبت الأرجنتين من اسبانيا تسليم الرئيس الأسبق خوان بيرون لمحاكمته بتهمة الفساد والقتل والتعذيب. وكان بيرون قد وصل إلى حكم الأرجنتين لأول مرة عام 1943 عقب إطاحة ضباط الجيش بالحكومة الأرجنتينية. وبعد تسلم الكولونيل خوان بيرون سدة الحكم، توالى الجنرالات على رئاسة البلاد. وقد عمل بيرون، بصفته وزيرًا للعمل أيضا، على تقوية النقابات، وحاز دعم عمال المناطق الحضرية بمنحهم أجورًا أعلى وإجازات مدفوعة الأجر ومزايا أخرى. وفي عام 1946م تم انتخاب بيرون رئيسًا للبلاد، كما عملت زوجته الثانية إيفا مساعدة له حتى وفاتها عام 1952. وقد زادت المصروفات الحكومية كثيرًا أثناء حكم بيرون كما تولت الحكومة إدارة كثير من الصناعات الوطنية وامتنعت عن تشجيع الاستثمارات الأجنبية. وقد جمعت الأموال لدعم الصناعة بشكل سريع عن طريق فرض الضرائب على المنتجات الزراعية. ونتيجة لذلك قلّ الإنتاج الزراعي، وهبط الدخل القومي، لكن الأجور واصلت ارتفاعها. وقام بيرون بتعليق حرية الصحافة وحرية الكلام، كما عدّل دستور الأرجنتين لتدعيم سلطاته وتمكينه من البقاء في الحكم لفترة ثانية. أصاب الضعف سلطات بيرون أثناء رئاسته الثانية التي بدأت عام 1952م. والواقع أنه كان قد أوجد أعداء كثيرين له. وأخيرًا فَقَدَ دعم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية له بعد أن قام بالحد من سلطاتها. وفي عام 1955م قام الجيش والأسطول بثورة ضده فهرب من البلاد. وفي نهاية الأمر ذهب إلى المنفى في اسبانيا. وفي عام 1973 عاد بيرون إلى البلاد.. واستقال الرئيس كامبورا بعد فترة قصيرة من عودة بيرون، عندها تم انتخاب بيرون رئيسًا بأغلبية كبيرة، كما أصبحت زوجته الثالثة إيزابيل نائبة للرئيس. وبعد موت بيرون عام 1974م أصبحت إيزابيل أول امرأة تحكم الأرجنتين. ازدادت مشاكل الأرجنتين بعد تسلم إيزابيل الحكم حيث ازداد التضخم المالي، وانتشر الإرهاب على نطاق واسع من قبل المتطرفين السياسيين المحافظين والليبراليين. وفي أوائل عام 1976م ألقى القادة العسكريون القبض على إيزابيل بيرون وتسلموا زمام الحكم.