إهداء لكل بقعةٍ ولكل شبر في مخيم البطولة والفداء ( جنين) قل لأرض حوتْ دماء الشهيد إنما تحتوين ريح الورودِ إنما تحتوي عطراً وطهراً ووفاءً لأمة التوحيد إنما تحتوينه دم حر سافرت روحه لدار الخلود إنما تحتوينه دم شهم مفعم بالجهاد كابن الوليد إنما تحتوينه دم أسد قد أبت أن تعيش بين القرود فرأت أن تخوض حرباً ضروساً لتري القرد كيف شأن الأسود أزمعت أمرها وراحت تنادي لجهاد ليومها المنشود واستدارت رحى الزمان إلى أن جاء يوم الوفاء والتسديد فإذا الأسد في شتات وبعد وإذا القرد جامع للحشود فلذا سالت الدماء بحاراً جفَّ دمعي بها وحار قصيدي ولذا روع الصبايا جهاراً والبرايا في غفلة ورقود! وكأن لم يروا محمد ولَّى بعدما كان في التياعٍ شديد وكأن لم يروه وهو طريح بين أحضان والد مشدود وكأن لم يروه وهو مسجىً خافض الطرف حائراً كالطريد ربما كان يستحثُ خطانا كي نخوض الحروب ضدَّ يهود ربما كان يخبر الناس أنّا لم نزلْ غارقين في التهويد ربما كلها تكون ولكن هل سنبقى على ضفاف الرقود؟! هل سنبقى على الدروب حيارى كالخفافيش في ظلام شديد؟! إن بقينا فسوف تبقى دمانا دميةً في يد العدوِّ اللدود أو طفقنا إلى الجهاد فإنَّا