إن العاقل المفكر يحار في تفسير هذه الظاهرة الغريبة في بلادنا ودوافعها. وهي ظاهرة تنكر بعض شباب هذه البلاد هداهم الله لوطنهم ومجتمعهم ودولتهم. واستجابتهم لقبول الدعوة للتمرد على مجتمعهم وبلادهم وانخراطهم في تنظيمات سرية ينسج خيوطها ويرسم خططها وينفق عليها جهات مجرمة ضاقت نفوسهم ذرعاً بهذه الدولة التي احتضنت شريعة الإسلام وحكمت القرآن. فأسست هذه الجهات المجرمة التنظيمات ضد مصلحة الدولة لتستعجل سقوط حائط الشريعة الإسلامية وتطفئ شمعة نور العقيدة ليدب في المجتمع الفساد وخراب الأخلاق كما دب في مجتمعات من حولنا. فيا شباب بلادنا وثروة مجتمعنا حذارِ من الاغترار بمن يخفون رؤوسهم ويقذفونكم في النار. لمصلحة مَن تبيعون أرواحكم؟ ولمصلحة مَن تشوهون سمعة بلادكم؟ لا أحد يستفيد من ذلك إلا أعداء الإسلام الذين جعلوا هذه الأحداث شماعة يعلقون عليها كل النقائص التي يرمون بها الإسلام. وتخلف المسلمين. فيا أيها الشباب التائهون قفوا وراجعوا تصرفاتكم. واعلموا أن مصلحتكم هي مصلحة أمتكم. وان الخروج عنهم خروج عن الشريعة والعقيدة الصحيحة وفي الحديث الصحيح:(ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها. ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه) أخرجه مسلم. أيها الشباب.. حذارِ من الركون إلى أصحاب الأغراض الخبيثة، والضمائر الساقطة والذمم الهالكة الذين لا يبالون بخفر ذممهم. ويسيرون في الطرق الشيطانية التي حذر منها سيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خط خطاً وخط خطوطاً عن يمينه وشماله ثم قال:( هذه سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} وإذا كان هؤلاء الشباب انطلقوا في أعمالهم الإجرامية التخريبية من بعض الفتاوى والآراء الخاطئة التي تصدر من أناسٍ لا علم عندهم أو من بعض الكتيبات التي توزع سراً على أفراد هذا التنظيم فعليهم التوقف ومراجعة عقولهم هل هذه الفتاوى أو الكتيبات تتفق مع أهداف دين الإسلام التي جاءت بالمحافظة على الضروريات الخمس وهي: الدين والنفس والمال والعرض والعقل. أو هي: تتعارض تماماً معها بموجب نصوص القرآن الكريم والسنّة المطهرة قال تعالى:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) رواه الترمذي. ثم ألا يتعظ هؤلاء الشباب من مصير من أغواهم الشيطان ممن نشرت صورهم وهم صرعى من جراء تصرفاتهم الخاطئة {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. أسأل الله أن يحفظ بلادنا ومجتمعنا وحكومتنا من شر الأشرار وكيد الفجار.